مستقبل الجمال والتكنولوجيا: هل نحتاج لأن نسأل أنفسنا أسئلة أخلاقية؟

هل سمعت يومًا عبارة "الجمال هو عين الناظر"؟

حسنًا، ربما الآن أصبح الوقت مناسبًا لإضافة بعض السياق لذلك.

بينما نتعمق أكثر فأكثر في ثورة العناية الشخصية المدعومة بالتكنولوجيا، تواجهنا قضية أخلاقية مركزية: ألا وهي معيار الجمال العالمي.

تعمل شركات التجميل العملاقة بلا كلل على تطوير خوارزميات تعلم آلي قادرة على تحليل صور وجوه الأشخاص وتحديد الميزات الأكثر جاذبية وفقًا لمعايير الجمال العالمية المتغيرة باستمرار.

وهذا يعني أن مفهوم ما يعتبر "جميلا" يتم تحديده بواسطة بيانات خوارزمية بدلًا منه بواسطة المقاييس الثقافية والفنية للفرد والمجتمع المحيط به.

قد تبدو هذه التقنية مفيدة عند أول وهلة— فهي تساعدنا على فهم تفاصيل التصميم الفريدة لوجوهنا واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المنتجات والعلاجات التجميلية.

لكن عندما نفكر مليًا فيما يحدث خلف الستائر، تصبح الصورة قاتمة.

إن استخدام الخوارزميات لفرض معايير جمالية موحدة يؤدي بنا إلى تجاهل أهمية الاختلاف والخصوصيات الفردية.

إنه يحول عملية اكتشاف الذات والرعاية الشخصية إلى لعبة كلاسيكية للاختيارات الثنائية حيث يصبح الجميع نسخ طبق الأصل من نفس المثال المثالي الذي اختاره الكمبيوتر.

كما يتجاهل تاريخ وحاضر المجتمعات المختلفة وتقاليدها المتعلقة بمفهوم الجمال.

وعلى الصعيد الأوسع نطاقًا، يجب أن نقاوم أي مسعى لخنق تنوعنا وإبعادنا عن قبول اختلافات بعضنا البعض.

فالجمال الحقيقي يكمن في احتضان خصوصياتنا وفخرنا بما يجعل كل واحد منا فريدا ومنفردا.

وبالتالي، بدلاً من السماح للخوارزميات بأن تخبرنا ماذا يجب أن نبدو عليه، دعونا نستغل التقدم العلمي لفهم واستغلال السمات المميزة لدينا بشكل أفضل والاستفادة منها.

فقط حينها سنرى ظهور شكل جديد وأكثر أصالة للجمال.

جمال يحتضن الكل ولا يرفض أحداً.

جمال يعتمد على الأصالة ويعترف باختلافاتها الجميلة.

جمال يبدأ داخل قلوبنا وينتهي بإشعاعه للعالم الخارجي.

جمال تتعدد تعريفاته بقدر تعدد البشر الذين يشكلونه.

#حساب #ونقاء #نمو #بتوقعات #الصحي

1 التعليقات