هل تتساءل يوميًا عما يحدث للعلاقات الإنسانية في عصرنا الحالي؟

بينما نستمتع براحة ومرونة العمل عن بُعد واتصالنا الدائم عبر الإنترنت، فإننا نخسر شيئًا ثمينًا جدًا: التواصل الشخصي العميق.

إن التحولات الاجتماعية مثل هذه ليست جديدة تمامًا، وقد شهد التاريخ تغيرات مشابهة عندما ظهرت وسائل اتصال جديدة، بدءًا من الطباعة وحتى الهاتف المحمول.

ومع ذلك، فقد كانت هذه التغيرات تدريجية نسبيًا مقارنة بما نشهده حالياً بسبب سرعة انتشار التكنولوجيا وانتشارها الواسع النطاق.

من المهم الاعتراف بالتحديات الجديدة للصحة العاطفية والنفسية الناجمة عن انخفاض الاتصالات الوجه لوجه وزيادة استخدام الشاشات لفترات طويلة.

وعلى الرغم من وجود فوائد عديدة لهذا التحوّل نحو تقليل الوقت خارج المنزل، إلا أنه ينبغي أيضًا تحديد طرق لتحسين نوعية تفاعلنا الاجتماعي وجهًا لوجه لتجنب الشعور بالعزلة والفراغ الداخلي.

قد يكون أحد الحلول المحتملة هو تشجيع المزيد من النشاطات الجماعية التي تجمع الناس جسديًا بالإضافة إلى الفعاليات عبر الإنترنت.

كما يمكن تصميم مساحات عمل مشتركة تسمح بالجمع بين الراحة والمرونة مع الاحتكاك البشري الطبيعي.

وفي النهاية، الأمر يتعلق بإعادة اكتشاف أهمية التفاعل الإنساني الأصيل وسط بحر المعلومات المتزايد باستمرار.

بالإضافة إلى ذلك، دعونا نفكر في التأثير طويل المدى لعادات الحياة الخاملة المرتبطة بهذه البيئة الرقمية الجديدة.

إن الجلوس لمدة ثمانِ ساعاتٍ متواصلةً أمام حاسوبٍ أمرٌ مرهِقٌ لكلّ من الجسم والعقل.

هنالك دلائل علمية تشير بقوةٍ إلى ارتباط نمط الحياة الخامل بمجموعة واسعة من المخاطر الصحية، بما فيها أمراض القلب والسُّكري والسِّمنَة وغيرها الكثير.

لذلك، يجب علينا البحثَ عن حلول عملية تساعدنا على تحقيق التوازن بين مزايا العمل عن بُعد وبين ضرورة الحركة والمشاركة النشِطة اجتماعياً وبدنياً.

وفي مجال الدعوة والإعلام الإسلامي، لا بد من مواكبة العصر واستخدام أدواته لتحقيق رسالتنا بنشر الخير والمعرفة.

فالشباب هم مستقبل الأمّة وهم الأكثر تأثيراً وتشكلًا بفعل الحضارات المختلفة المحيطة بهم.

ومن واجب القائمين على نشر الرسالة الإسلامية فهم واقع شباب اليوم واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي والقنوات الأخرى الملائمة لهم كي يتمكنوا من توصيل الرسائل الصحيحة المؤثرة والتي ستساهم بلا شك بتكوين جيل مسلم واع قادر على تحمل المسؤولية ونشر القيم الحميدة.

ختاماً، إنَّ أي تغيير كبير يأتي بنتائج ايجابية وسلبية معا ولذلك يستوجِب منا دراسة وتقييم تلك النتائج لاتخاذ القرارات المستقبلية الملائمة للحفاظ على صحتنا العامة عقليا وجسديا وكذلك ضمان وصول رسالتنا السمحة لمن يفترض عليهم حمل مشاعل النور والهداية

#نقاشا #وعقولنا

1 Kommentarer