حدود الوعي البيئي: هل التعليم وحده كافٍ لمواجهة تغير المناخ؟

تشير الدراسات الحديثة إلى ارتفاع مستوى وعي الشباب العربي حول أهمية الاستدامة وحماية البيئة (تقارير بيئية عربية).

ومع ذلك، يبقى السؤال قائماً: *هل هذا المستوى من الوعي كافي لاتخاذ إجراءات عملية وملموسة ضد تغير المناخ؟

*

ففي حين يلعب التعليم دوراً محورياً في تشكيل المفاهيم والقيم لدى النشء، إلا أنه لا يمكن اعتباره العامل الوحيد المؤثر.

فالواقع الاجتماعي والاقتصادي له تأثير كبير على قرارات الأفراد وسلوكياتهم اليومية تجاه البيئة.

فعلى سبيل المثال، قد يدفع ضغط الحاجة الاقتصادية البعض إلى إعطاء الأولوية للحصول على الدخل على حساب تطبيق الممارسات المستدامة.

كما أن غياب السياسات الداعمة والرعاية الكافية للبحث العلمي قد يحد من قابلية تنفيذ الحلول المقترحة.

لذلك، هناك حاجة ملحة لرسم سياسات شاملة تجمع بين الجوانب التربوية والعلمية والتنموية لخلق بيئة حاضنة للتغييرات الجذرية المطلوبة.

إن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تعاوناً متعدد القطاعات بين المؤسسات التعليمية والصناعية والحكومية، بالإضافة إلى دعم شعبي واسع النطاق.

فلا تكفي الوعي الفكري دون وجود آليات عملية لتحويله لسلوك يومي ومستدام.

وبالتالي، فإن المستقبل الأخضر ليس مسؤولية فردية؛ بل هو مشروع جماعي يحتاج لإعادة رسم خريطته باستمرار وفقاً لمتطلبات الزمان والمكان.

1 Kommentarer