إن الحديث عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على هويتنا وإدماننا لها يدفعنا للتساؤل: ما الذي يحدث عندما تصبح منصات التواصل هي الواقع الوحيد لمستخدميها الشباب؟

أليس من الضروري أن نعترف بأن العديد منهم يكافحون للعثور على توازن صحي بين العالم الرقمي الخيالي وحقيقة وجودهم الجسدي خارج تلك الشاشات؟

وفي حين يعد التعليم عن بُعد خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر مرونة وتكاملا تقنيا، إلا أنه يبقى سؤال جوهري ينتظر جوابا شافياً: هل سيضمن لنا هذا النموذج الجديد حق الوصول المتساوي للمعرفة بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية للطالب؟

أم ستتسع بذلك الفجوة التعليمية القائمة حاليا بسبب عدم القدرة لدى البعض للحصول على التقنيات المناسبة والبنى الأساسية الملائمة لذلك النوع من الدراسات؟

ومن جهته الأخرى، بينما نشهد اندفاعا عالميا لاعتماد الحلول المبنية على الذكاء الصناعي في كل قطاعات الأعمال تقريبا بما فيها القطاع التربوي، يجلب هذا الوضع معه مخاطر غير محسوبة سابقا فيما يرتبط بإمكانية حدوث خلل كبير في سوق الوظائف العالمية نتيجة لهذا الاندماج المتزايد بين الآلات والمواهب البشرية.

وبالتالي ينبغي وضع حدود واضحة وآليات رقابة صارمة قبل السماح بهذه الأنظمة الدخيلة لتسيطر بشكل كامل على سيرورتنا اليومية وعلى مصائر ملايين الأشخاص العاملين حول العالم.

وفي النهاية، مهما كانت أهمية التطور التكنولوجي والتغييرات الجذرية المصاحبة له، تبقى حماية الإنسان وصيانة حقوقه الأساسية هي الهدف الاسمى لهذه التقنيات وليس سببا لانحلال كيانه وفقدانه لذاته وهزمته أمام قوة آليه عمياء.

لذلك فلنعيد اكتشاف معنى عضويتنا للإنسان ولنشجع دائما على الاحتفاظ بجذوره ومعتقداته الأخلاقية الراسخة حتى وإن تغيرت الظروف الخارجية المحيطة بنا.

1 Komentar