إثمُ إهدار الطعام.

.

أزمةٌ أخلاقية وفكرية إنَّ تناوُل الطعام نعمة عظيمة تستحق الشكر والتقدير؛ لكن هل فكرنا يومًا عميقاً بما وراء هذا الفعل اليومي البسيط؟

إنه أكثر بكثير من مجرد ملء معدتنا لإشباع جوعنا!

إنه امتداد لفهم ثقافتنا وهويتنا وارتباطنا بالأرض والإنسانية جمعاء.

.

.

أليس كذلك؟

!

فعندما نتحدث عن ثقافة الطعام لا نقصد فقط قائمة طويلة من الوصفات والنكهات، بل هي سرد حي لحياة الناس وعاداتهم وقصصهم عبر التاريخ.

فهي انعكاس للفلسفات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المختلفة أيضًا.

وهذا بالتأكيد سبب كافٍ لتحويل نظرتنا إليه من منظور مختلف.

فلنتوقف قليلاً أمام تلك الخطوة الصغيرة قبل وضع أي قضمة بفمنا--لنشعر بالحس الحقيقي تجاه هذه الإلهية الطبيعية التي نحظى بها والتي قد يعتبر البعض الآخر الحصول عليها رفاهية.

والآن دعونا نطرح سؤال مهم: لماذا يهدر العالم كميات ضخمة منه بينما يتضور أغلب السكان الأفارقة والجوعى في آسيا بسبب نقص المؤونة؟

صحيح أنه توجد عوامل سياسية واقتصادية متداخلة وتساهم بشكل كبير بهذه المشكلة العالمية الملحة ولكن هذا ليس مبرراً لتجاهلها أو اعتبارها أمراً عادياً.

إن احترام الطعام يعني تقديره وعدم تبديده بلا داعي لأن كل قطعة مهملة تساوي ألف آخرين بحاجة ماسّة لها.

فلنجعل هدفنا المقبل تغيير طريقة التعامل معه بدءً بتغييرات بسيطة داخل المنزل وصولاً للدعوة لأطر قانونية دولية صارمة لمعاقبة المؤسسات المتورطة بهذا الهدر غير المسؤول والذي بات يشوه صورة الحضارة البشرية بعيون العالم برمته.

هل توافقني الرأي بأن الوقت آن له كي نخصص يوما سنوياً عالميا للاحتفاء بالقضايا المرتبطة بالإدارة الذكية للموارد الغذائية وتشجيع الحكومات لرعاية الزراعة المحلية ودعم المشاريع المتعلقة باسترجاع فائض الإنتاج عالمياً؟

شاركوني آرائكم!

1 הערות