إن أخطر ما ينتظر البشرية ليس فقدان وظائف بسبب التقدم التكنولوجي وانتشار الذكاء الصناعي، ولكن الخطر الأكبر يتمثل بتجريد الإنسان لنفسه من انسانيته وروحه الإبداعية المميزة التي جعلته مختلفًا عن باقي المخلوقات منذ بداية الخليقة.

فهل ستكون الآلة يومًا قادرة حقًا على محاكاة المشاعر والرؤى والتطلعات الفريدة للبشر؟

وهل سيظل هناك مجال للفن والفلسفة والنضوج الروحي عندما تصبح الحياة روتينية ومحددة مسبقا بواسطة خوارزميات وأجهزة آلية دقيقة؟

يجب علينا اليوم إعادة النظر بعمق في مسيرة التقدم العلمي السريع التي نشهدها حاليًا وأن نحافظ على خصوصيتنا وإنسانيتنا كجزء أصيل من الطبيعة المتنوعة لهذا الكون الشاسع.

إن حفاظنا على هويتنا الإنسانية وسط كل هذه التطويرات الجديدة هو الاختبار النهائي لقيمتنا الحقيقية أمام الله سبحانه وتعالى.

فلنتذكر دومًا بأن العلم بلا روح وعاطفة يشبه سكينًا بيد سفاح.

.

.

سلاح قاتل إذا استخدم بطريقة خاطئة.

لذلك فلنبادر الآن قبل فوات الأوان بوضع حد لاستخدامات الذكاء الاصطناعي المدمرة لحياتنا الداخلية ولنعيد اكتشاف جمال التعلم والبحث خارج نطاق البرامج المعدَّة مسبَقًا.

فلنرتقِ بإنسانيتنا فوق حدود الآليات الرائجة اليوم كي نضمن غداً أجمل وأكثر قيمة لكل فردٍ منا ولكوكب الأرض ككل.

1 코멘트