في حين نحتفل بانتصار التكنولوجيا وقدرتها على ربط العالم الافتراضي وتسهيل الحياة اليومية، لا بد لنا من التأمل العميق في تأثيراتها الجانبية التي باتت تهدد جوهر وجودنا البشري وتعاملاتنا الاجتماعية والثقافية.

إن الاعتماد الكلي على الآلات والتطبيقات الذكية جعلنا نفقد الاتصال الحقيقي بأنفسنا وبالآخرين؛ فأصبح لدينا مليون صديق افتراضي ولا يوجد سوى عدد قليل ممن هم قريبون منا فعليا.

كما ألغت الخصوصية الفردية وحولت العلاقات الشخصية لعلاقات سطحية قائمة على "الإعجاب" وعدد المتابعين والمشاركة الآنية لكل حدث عابر بغض النظر عن أهميته بالنسبة إلينا حقا.

هذه الظاهرة تحتاج الى مزيدا من البحث والاستقصاء لمعرفة مدى خطورتها المستقبلية وكيف سيتمكن الانسان من اعادة ضبط بوصلته نحو القيم الاساسية للحياة بعيدا عن سطوة الشبكات العنكبوتية وما تقدمه من مغريات زائفة تبدو سهلة وفي متناول الجميع ولكنه سرعان ما يتحول لصداع مستمر بسبب عدم القدرة علي التحكم فيه واستخدام الوقت بحكمة وبما يعود بالنفع والفائدة للفرد وللمجتمع أيضا.

1 Kommentarer