ما الذي ينتظرنا بعد عصر الثورة الصناعية الرابعة؟

🌟

هل فعلا ستؤثر الآلات الذكية كالروبوتات وأنظمة التعلم الآلي وغيرها من التقنيات المتطورة تأثيرًا جذرياً على سوق العمل كما توقع خبراء الاقتصاد والتكنولوجيا منذ سنوات عديدة حتى الآن ؟

وهل ستغير نظرتنا للتوظيف كليا بحيث يصبح الحصول على وظيفة ليس بالأمر الضروري للحصول على دخل ثابت ومصدر رزق؟

وما مصير ملايين الأشخاص الذين يعملون حالياً بوظائف معرضة للاستغناء عنها قريبا بسبب ظهور بدائل آلية أكثر كفاءة وأماناً!

إن التحدي الأكبر أمام صناع القرار السياسي والقادة المجتمعيين والحكومات نفسها يتمثل فيما سيحدث عندما تخسر طبقة كبيرة جدا من الطبقة الوسطى والعاملة مصدر رزقتها الوحيد(الوظيفة)، مما يؤدي لانهيار اقتصادي عالمي غير محمود عواقبه خصوصا أنه سينجم عنه ارتفاع معدلات الجريمة وانكماش شديدا بالاقتصاد العالمي .

لذلك يتوجب علينا البحث عن حلول جذرية لهذا الوضع المزري قبل وقوع الكارثة والاستعداد للمستقبل القريب بشكل أفضل سواء بإدخال تعديلات شاملة لمنهج التعليم النظامي الحالي لإعداد جيل قادر على التعامل مع متطلبات المستقبل الوظيفي الجديد وكذلك خلق فرص عمل بديلة ملائمة لهذه المرحلة الانتقالية الحرجة وذلك عبر الاستثمار بمشاريع اقتصاد اجتماعي صغيرة ومتوسطة ذات عائد مرتفع نسبيا كي تتمكن شرائح واسعة من الناس من الانضمام إليها وبالتالي ضمان حياة كريمة لهم ولذويهم أيضا بالإضافة للتفكير بخيارات متعددة منها تطبيق نظام الضريبة التصاعدية المؤقتة والتي تستهدف الشركات والمؤسسات الكبرى الأكثر ربحية والتي بدورها سوف تدعم جزء كبير من الإنفاق الحكومي والأعمال الخدمية العامة الأخرى الموجهة نحو المساهمة بتحسين الظروف المعيشية للأشخاص الذين فقدوا أعمالهم نتيجة لآثار التحولات التقنية والاقتصادية الجديدة .

وفي الختام أود التأكيد مرة أخرى على أهمية البدء حالا بوضع خطط مستقبلية مدروسة وواقعية لحماية البشرية جمعاء وتوفير مقومات الحياة الأساسية لكل فرد فيها بغض النظر عن جنسيته انطلاقا من مبدأ حقوق الانسان العالمية وعدم ترك أحد خلف الركب مهما كانت الظروف والتحديات .

#عملية #تكنولوجيات #الفكرة #خرافة #مجرد

1 تبصرے