«هل تقودنا التكنولوجيا إلى عزلة اجتماعية مُطبقة؟

».

.

.

هذا هو العنوان الذي يجمع بين تأثيرَيْنِ رئيسييْنِ لتواجدنا الرقميّ المكثَّف؛ الأول يتمثل في الانشغال الزائد بوسائل الاتصال الحديثة والذي بدوره يحرمُنا من فرصة بناء روابط حقيقية ذات معنى عميق خارج نطاق العالم الافتراضي.

والثاني يتعلق بآليات عمل تلك التطبيقات نفسها والتي غالبًا ما تصمم لإشعال شرارة نشاط مستمر لدى المستخدم مما يشجع على بقائه متصلًا لفترة طويلة جدًا!

إن مفهوم "العزلة" هنا لا يعني بالضرورة نقص عدد الأشخاص الذين نتواصل معهم يوميًا عبر الإنترنت ولكنه يرتبط بشدة القدرة على خلق اتصالات بشرية أصيلة ودائمة عند غياب أي حضور رقمي مؤقت.

فالعديد ممن هم مدمنون لهذه المنصات الإلكترونية يواجه صعوبة بالغة أثناء فترة قطع الاتصال حيث تشعر وكأن جزء كبير منهم قد اختفى ولم يعد موجودا سوى جسم بلا روح.

وقد أكدت الدراسات النفسية وجود ارتباط وثيق بين حالات الاكتئاب وزيادة وقت الاستخدام لهذه المواقع مقارنة بعادات أخرى صحية مثل الرياضة والنوم الكافي والتغذية الصحية.

لذلك فإن البحث العلمي يدعو لوضع حدود زمنية لاستعمال الهواتف الذكية وشاشاتها الصغيرة داخل المنزل وخارج نطاق الغرفة الخاصة بالنوم مثلا وذلك ضمن خطوات عملية لمعالجة مشكلة التعود السلبي الحالي.

أما بالنسبة لمن هم خارج سن الشباب فإن دور تعليم الأطفال أهمية التعامل الصحيح مع أدوات الثورة الصناعية الرابعة أمر ضروري للغاية منذ الصغر وذلك بغرس مفاهيم أساسية حول إدارة الوقت والحفاظ عليه باعتباره سلعة ثمينة لكل فرد.

وفي النهاية تبقى المسؤولية مشتركة بين الجميع بما فيه الحكومات والمؤسسات التعليمية والصحية وحتى الشركات المصنِّعة لأنفسها حتى نحقق بيئة افتراضية آمنه وممتعه حقاً.

.

#الاجتماعي

1 टिप्पणियाँ