الابتكار وسياسة التقدم الاجتماعي

هل الابتكار هو مفتاح التقدم الاجتماعي؟

أم أنه مجرد وسيلة لإعادة إنتاج عدم المساواة في عالم متغير باستمرار؟

لقد أصبحنا ننظر إلى التقدم باعتباره مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالتكنولوجيا والابتكار، لكن هذا المنظور غالبًا ما يهمل جانبًا مهمًا للغاية - وهو التأثير الذي تحدثه هذه الابتكارات على المجتمع نفسه وعلى قيمه الأساسية.

بينما تسعى العديد من الشركات والتجمعات الاجتماعية إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي عبر الاستثمار في البحث العلمي وتطوير المنتجات الجديدة، فإن السؤال المطروح هنا يتعلق بما إذا كانت تلك الجهود موجهة نحو تحقيق رفاهية جميع أفراد المجتمع، أم أنها تعمل بشكل أساسي لصالح نخبة قليلة تمتلك وسائل الإنتاج والمعرفة اللازمة للاستفادة منها.

إن مساوئ النظام الحالي واضحة عندما نفحص توزيع فوائد التقدم.

فالشركات العملاقة تحصد معظم المكاسب المالية الناجمة عن اختراعاتها وتقدماتها التقنية، مما يؤدي إلى توسيع فجوات الدخل بين طبقة الأغنياء والباقين.

وفي الوقت نفسه، يتم تجاهل أولئك الذين يكابدون صعوبات مالية ويعانون نقصاً في التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات العامة الضرورية لحياة كريمة.

وهذا يخلق حالة من الظلم حيث يصبح عدد قليل ممن هم في السلطة أكثر غنى ونفوذاً، بينما يبقى الكثيرون عالقين في دوامة الفقر والحرمان.

بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن مدى أخلاقية بعض الممارسات التجارية المرتبطة بهذه العملية.

فقد لوحظ مؤخرًا قيام شركات ضخمة بشراء حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع الخاصة بشركات ناشئة طموحة مقابل مبالغ باهظة، ثم تقوم بإغلاق مشاريعها بدلاً من تطوير منتجاتها بنفسها والاستخدام الأمثل لهذه المواهب والإبداع الموجود بالفعل ضمن هيكلها التنظيمي.

وهذه الممارسة تقوض روح المنافسة وتشجع الاحتكار، وبالتالي تقلل فرص الآخرين للمشاركة في سوق العمل الخاضع لقواعد اللعب العادل.

كما أنها تدمر الآمال والطموحات لأجيال المستقبل الذين كانوا يأملون في تغيير العالم باستخدام معرفتهم وخبراتهم.

وفي النهاية، فإن التركيز الوحيد على الربح والسعي خلف المزيد منه سواء كان ذلك عبر طرق تقليدية متعارف عليها أو حديثة مستجدة كالذكاء الاصطناعي وما يشابهه سوف يقودنا فقط لاستدام تشابك المصائر وعدم القدرة الفعلية للوصول لتوزيع أكثر عدلية للموارد والثمرات الناتجة عنها.

ومن الواضح ضرورة وجود نقاش عميق ومفتوح حول كيفية ضمان استفادة الجميع من تقدم العلوم والتكن

#والمساواة #فرص