هل تُشَكِّل الموسيقى جسراً بين الاختلافات أم تنزع نحو التشتت؟

بينما يستكشف النقاش السابق دور الموسيقى في التحول الاجتماعي، يبدو أن هناك فجوة غير ملحوظة تحتاج للنقاش.

فإذا كانت الموسيقى بالفعل "مهندس بنية تحتية"، كما قالت ياسمين عزيز، فإن السؤال يصبح حول كيفية ضمان عدم تحويلها أيضاً إلى جدار يفصل بدلاً من بنائه كجسور.

إن القوة العاطفية للموسيقى لا شك أنها هائلة، لكن ماذا لو اشتدت تلك القوة حتى تصبح مصدراً للانشقاق وليس الوحدة؟

قد تجد فرقة موسيقية نفسها تلقى الإعجاب الشديد من جانب معين بينما تواجه رفضاً شديداً من آخر.

وهنا تظهر مشكلة مهمة: هل هدف الموسيقى الأساسي هو خلق وحدة عابرة لكل الحدود أم أنها ستخلق دوائر متشددة داخل المجتمعات ذاتها؟

على سبيل المثال، عندما يتم الاحتجاج ضد ظلم اجتماعي باستخدام أغاني معبرة عنه، فقد يؤدي ذلك إلى توحيد المتظاهرين وتعزيز شعورهم بالمشاركة.

ومع ذلك، يمكن لهذا النوع من الرموز أيضًا أن يعزل ويغذي العداوة تجاه أولئك الذين لا يرغبون في المشاركة في نفس التجربة العاطفية.

لذلك، فإن تركيز بعض الفنانين فقط على جمهور محدد بسبب اختلاف أذواقهم الموسيقية قد يقوض القدرة الفعلية للتعبير الفني على جمع الناس وتوحيد أصواتهم.

وهذا يجعلنا نسأل: كيف نحافظ على روح الوحدة والحوار أثناء تسخير الطاقة المتحمسة للموسيقى لإحداث تغييرات إيجابية؟

بالإضافة إلى ذلك، مع تقدم العالم رقمياً واختراع أنواع جديدة ومتنوعة من الموسيقى باستمرار، أصبح لدينا الآن المزيد من الفرص لاستيعاب مجموعة واسعة من الآراء والمشاعر المختلفة ضمن مشهد واحد.

وبالتالي، الخطوة التالية هي فهم مدى تأثير اختلاف الجمهور الرقمي العالمي على جاذبية الموسيقى وقدرتها على تجاوز حدود الاتصال التقليدية وخلق روابط عميقة بين الأشخاص البعيدين جغرافيًا ولكنه قريبون عقليا وثقافيا.

وفي الختام، وعلى الرغم مما سبق ذكره سابقًا بشأن أهميتها المؤثرة، إلا أنه يجب الاعتراف بأن الموسيقى وحدها ليست الحل الأمثل لكل شيء.

فهي عنصر فعال للغاية ضمن نظام اجتماعي وسياسي متكامل يعمل جنبا إلى جنب لتحقيق التقدم الحقيقي والمستدام والذي يعالج جذور الصراع العميق بدلًا من مجرد تهدئة أعراض سطحية له.

ومن ثم، سوف يبقى السؤال مفتوحًا حول الدور الذي ستلعبه الموسيقى في المستقبل – سواء كمصدر موحد للبشرية أو أداة تنفر الشعب الواحد عن الآخر.

#أفضل #قياس

1 Kommentarer