الرقمنة والكرامة البشرية: هل نبيع أرواحنا مقابل اللايكات؟

في زمن الرقمنة، أصبحنا نتبادل شيئا ثمينا للغاية مقابل لحظات عابرة من الافتراضية: كرامتنا الإنسانية.

فنحن نقدم وقتنا وصحتنا وعلاقاتنا الاجتماعية الحقيقية على مذبح «الإعجاب» و«الشهرة» الزائلة عبر الإنترنت.

لكن ما الثمن الذي سندفعه عندما نستبدل الوجود المادي بالتواجد الافتراضي؟

وما الذي سيتبقى منا حين تتحول الحياة إلى سلسلة لا نهائية من القصص المصورة والتغريدات؟

إن التحذيرات بشأن آثار الاستخدام المفرط للتكنولوجيا على الصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية لم تعد محض تنبؤات.

فقد أكدت الدراسات الحديثة وجود علاقة قوية بين زيادة الوقت أمام الشاشة وزيادة معدلات القلق والاكتئاب والشعور بانعدام الأمن الوظيفي لدى الشباب خاصة.

كما تشير بعض الدراسات أيضًا إلى انخفاض مستويات الذكاء العاطفي بسبب الاعتماد المفرط على الاتصال الرقمي بدلاً من التفاعلات وجهاً لوجه.

وفي مجال التعليم تحديداً، فإن المخاطر واضحة أيضاً.

فرغم فوائد التحول الرقمي العديدة، إلا أنه يعمل كذلك على توسيع الهوة بين أولئك الذين لديهم وصول غير محدود لتلك الأدوات وبين الآخرين.

وهذا يؤدي لخلق طبقة جديدة محرومة معرفيًا وميسرة تقنيا فقط.

بالإضافة لذلك، قد يؤثر الاعتماد الكلي على الأساليب الإلكترونية سلباً على جوانب مهمة مثل تطوير المهارات الاجتماعية والنقدية والإبداعية والتي تحتاج غالبا لمعامل مباشر بين المتعلمين والمعلمين.

وبالتالي، يجب علينا إعادة النظر فيما إذا كنا نريد حياة يقود فيها الخوارزميات سلوكيات الناس ويتحكم فيه صناع المحتوى أم أنها مرحلة انتقالية ضرورية لإيجاد طرق أكثر فعالية لاستثمار قوة العلوم والتكنولوجيا لصالح الإنسان دون التفريط بحقوقه الأساسية وبشريته.

فالهدف النهائي يجب أن يكون دائما ضمان رفاهية المجتمع واستدامة القيم الأخلاقية والقانونية جنبا الى جنب مع الانجازات الاقتصادية والثقافية الأخرى.

وهذه قضية تتطلب جهدًا جماعيًا من الحكومات والمؤسسات المجتمعية والأفراد للحفاظ عليها متوازنة ومنصفة للأجيال المقبلة.

#المتزعزعة #وكيف

1 commentaires