حين يصبح العلم مرآة للإيمان: نحو فهم أعمق

قد يستغرب البعض عندما نسمع حديثاً عن العلاقة بين العلوم الحديثة والدين، خاصة الإسلام.

لكن الواقع يشهد بأن العديد من المفاهيم العلمية المعاصرة كانت موجودة بالفعل في النصوص الدينية منذ قرون مضت.

فالقرآن الكريم لم يكن مجرّد كتاب ديني فحسب، بل كان أيضاً مصدراً للمعرفة الإنسانية الشاملة.

على سبيل المثال، مفهوم الزمن النسبي الذي اكتشفه عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين عام 1905 م، مذكور في القرآن بقوله تعالى: وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّى نَسْفًا [١٠٥](https://quran.

com/20/105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا [١٠٦](https://quran.

com/20/106) لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَآ أَمْتًا [١٠٧](https://quran.

com/20/107).

وهنا، يشير النص القرآني إلى حقيقة علمية مهمة وهي أن سرعة انتقال الموجات عبر المواد الصلبة مختلفة مقارنة بالفراغ، وهو أمر أكده علماء الفيزياء فيما بعد.

وهكذا، فإن الجمع بين العقل والنقل يؤدي بنا إلى رؤية أوسع وأكثر اكتمالا للعالم وللحياة.

إن الانفتاح على التجارب الجديدة والمشاركة في حوار الحضارات المختلفة يسمح لنا برؤية كيف يمكن للتراث العلمي العربي والإسلامي القديم أن يلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل العلوم العالمية.

فلنرتقِ بعقولنا وقلوبنا إلى مستوى أعلى من اليقظة والفهم العميق لما يقدمه تراثنا الثقافي والحضاري للبشرية جمعاء.

فلنتعلم من الماضي بينما نبحر نحو المستقبل الواعد بالإمكانات اللانهائية لعقل الإنسان المؤمن بالعلم وبالدين سويّا.

1 Komentari