العالم يتغير باستمرار ويلقي بنا أمام مجموعة متنوعة ومتزايدة من التحدّيات الأخلاقيّة والفلسفية بسبب التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نشهده اليوم والذي يؤثر تأثيرا مباشرا على حياتنا اليومية وعلى طريقة تواصل البشر وبناء العلاقات بينهم وحتى فهم مفاهيم بسيطة اعتدناها منذ القدم كالخصوصية مثلاً.

من الضروري إعادة النظر بمجموعة واسعة من المفاهيم المجتمعيَّة وتقنين جوانب مهمة منها خاصة تلك المرتبطة بحماية حقوق المواطنين وممتلكاتهم سواء كانت مادِّيَة أم فكريَة.

ويصبح الأمر الأكثر حساسية عندما نقوم بتطبيق قوانينا المحليَّة داخل شبكَة عالميَّة تربط الجميع بغض النظر عن موطنهم الأصلي وانتماءَتهِم المختلفة.

لذلك فقد أصبح ضروريَا وضع ضوابط وأنظمة دوليَّة صارمَة لحفظ النظام العام وضمان احترام خصوصيات الأفراد وسيادتُهم الوطنيَّة وأهمها نظام حماية البيانات الشخصيَّة حيث تعد هذه الخطوات أساساً متيناً لبناء جسور التواصل الآمن والبقاء في عصر المعلومات هذا.

كما يجب الاهتمام بالتراث العربي والإسلامي والحفاظ عليه لأنه مصدر قوة ومعرفة وعمق حضاري وقدوة لكل شعوب الأرض لما فيه خير للبشرية جمعاء وذلك عبر نشر الوعي وترسيخه لدى الشباب الجديد كي يكون لديهم انتماء قوي لأرضهم ولتاريخهم المجيد وهذا بدوره سينتج عنه حب الوطن وتقديره وصنع مستقبل مشرق له بإذن الله عز وجل.

أخيرًا وليس آخرًا، علينا جميعًا كمجتمع عربي واحد الوقوف جنبًا إلى جنب لنصرة قضايانا المشتركة مهما اختلفت أماكن تواجدنا فهي أرض واحدة وقلب ينبض بالأمل وبالعدل وبالحرية وهي فلسطين الطاهرة أرض الرباط والجنان والشهداء الذين سيبقون رمز تعالي وفخر حتى قيام الساعة.

1 Commenti