تعليم القيم الإنسانية كالتعاطف ليس كما لو كنا نعلم الرياضيات؛ فهو ليس مجموعة معادلات وحلول جاهزة بل مسيرة مستمرة من التأثر والتفاعل البشري العميق الذي يبدأ منذ الطفولة الأولى ويتشكل عبر الزمن.

إن محاولة جعله مادة دراسية تقليدية قد تبسيط لسلوكه وتعقيده وبالتالي تقويض جوهره الأصيل.

يجب علينا بدلًا من التركيز فقط على إضافة المزيد من الدروس النظرية، العمل على غرس ثقافة الانتباه والاستماع الفعّال داخل البيئات التربوية وخارجها كي تُنتَج شخصيات متعاطفة حقًا وقادرة على فهم الآخر ببُعدٍ أكثر عمقا وليس مجرد معلومات محفوظة.

فالتجارب والمعايشة هي أساس تكوين الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والإحساس بواجب رد الجميل للمجتمع.

لذلك، دعونا نحث المؤسسات التعليمية على خلق الفرصة للطلاب للتطبيق العملي لما يتعلمونه نظريًا وذلك بتصميم مشاريع خدمة المجتمع ومبادرات التطوع وغيرها الكثير مما يغذي روح التعاون والعطاء لديهم.

عندها سنجني ثمار جهودنا بحصاد ناضجين قادرون على التعامل بإنسانية تجاه جميع البشر بغض النظر عن خلفياتهم وثقافتهم.

فالهدف الأساسي هنا ليس تعليم قواعد مكتوبة وإنما غرس عادة يومية راسخة وهي اعتبار رأي الطرف المقابل مهما كان واستيعابه بعمق واحترام كامل له.

بهذه الطريقة سوف نشهد عالم أفضل مبنى على الأخلاق السامية والاحترام المتبادل.

#المصري

1 Kommentarer