الإبداع والمُقاومة: وجهان لعملة واحدة

هل يمكن اعتبار الإبداع أحد أهم أدوات المُقاومة؟

هل يستطيع الإنسان استخدام خيالِه وتفكيره خارج الصندوق ليحقق ما يبدو مستحيلاً؟

دعونا نتخيل سيناريو حيث يواجه شعبٌ ما ظروفًا قاسية وضغطًا سياسيًا واجتماعيًا خانقًا.

كيف سيكون حال هذا الشعب لو اعتمد فقط على القواعد التقليدية للحياة ولم يسمح للإبداع بأن يلعب دوره الطبيعي في حياتهم اليومية وفي طريقة تفاعلهم مع واقعهم المرير؟

ربما ستتصاعد المشاعر السلبية لديهم وسيشعر الكثير منهم بالإحباط والعجز عن تغيير أي أمر مهما بدت الحاجة إليه ماسّة.

أما حين يتمكن الناس هناك من الاستعانة بحسهم الإبداعي واستخدام خيالهم بشكل بنَّاء لحل مشاكلهم الخاصة بهم، فإن الأمور تبدأ تتغير تدريجيًا لصالح الجميع.

عندها نشهد ظهور حلول مبتكرة قد لا تخطر حتى للمحللين الأكثر خبرة وحكمة بسبب اعتيادهم التام لتطبيق قواعد ثابتة وغير قابلة للتغيير حسب اعتقادهم.

قد يؤدي اعتماد المجتمعات على التقاليد الجامدة إلى كبت القدرات البشرية الفريدة لكل فرد مما ينتج عنه احساس مشترك بعدم القدرة على التأثير وبالتالي عدم الاكتراث تجاه حالة العام التي تنذر بخطر محدق.

لذلك يجب علينا جميعا ان ندرك اهميه حرية التعبير وتشجيع الخيال والفنون وغيرها من وسائل تعبير الانسان عن نفسه لانها تعتبر اساس تقدم اي مجتمع نحو غد افضل واكثر ازدهارا.

كما انه من الواجب ان نبذل الجهود اللازمة لمنح اجيال المستقبل فرصه متساوية للاستمتاع بهذه الحرية وان نضمن لهم بيئه داعمة تساعدهم لاستغلال مواهبهم وطاقاتهم الخلاقه بما يفيدهم اولا وبما ينفع وطنهم ومجتعهم ثانيا.

إن مرحبة الشباب بذلك النوع من البيئات المحفزه سيدفعهم بلا شك للسعى نحو تحقيق اهداف اكبر واسمه وارقى بكثير مما كانوا سيتوصل اليه فيما لو عاشوا ضمن اطار تقليدي جامد وخاضعين لقيود صارمه.

فلنجعل من مخيلتنا سلاحًا ضد القيود الظالمة ولنتخذ خطوات جادة باتجاه عالم أكثر انفتاحا وتقبلا للفارق والاختلاف والذي يعد شرط اساسي لازدهار المجتمعات وتقدم الشعوب جمعاء.

#العمل #المجموعات #وكيف #علماء