عنوان: نحو نهضة مستدامة.

.

.

بين القيم الإنسانية والاقتصاد العالمي المتحرك إنَّ جوهر النهضة الحضارية يكمُنُ في تحقيقِ التوازن بين متطلَّبات الحياة اليومية وسعي الإنسان الدائم لتحقيق طموحاتِه الشخصية والمهنية.

فالتوازن ليس مجرد مفهوم نظري جميل، وإنما ضرورة عملية لبلوغ سعادة حقيقية واستقرار نفسي ومعنوي للفرد وللمجتمعات أيضًا.

وقد أكدت دراسات علم الاجتماع الحديثة على الدور الحيوي للعناصر الاجتماعية كالأسرة والصحبة الحسنة وممارسة النشاط البدني للحفاظ على صحة الجسم والعقل.

كما شددت الدراسات نفسها على ارتباط الصحة العامة بالإنتاجية والكفاءة في عملنا وفي كل جوانب وجودنا.

لذلك فإن الوقت الذي نقضيه مع أحبتنا وتخصيصه لأنفسنا يعد استثمارًا ثمينا وليس تبذيرا للطاقة كما قد يعتقد البعض الذين ينظرون إليه باعتبار الانتقاص من وقت العمل فقط.

وعلى مستوى المجتمع المحلي، تعد مبادرات تكريم الشخصيات المؤثرة التي ساهم عطاؤها اللامحدود في ازدهاره مبادرة محمودة وينبغي تشجيعه لتكون دافعا للمضي قدمًا للأجيال القادمة.

فالاعتراف بجهود رواد الوطن أمر جوهري لتقوية الشعور الوطني والانتماء لدى الشباب.

وفي سياق مختلف، يكشف الوضع الاقتصادي العالمي هشاشة النظام الرأسمالي وتقلباته المفاجأة أمام أي تغير بسيط في السوق مما يستوجب وضع خطط بديلة وأكثر مرونة لتحقيق النمو الاقتصادي الآمن والمستدام.

وهذا ما تسعى إليه معظم الشركات الكبرى حاليًا عبر التنويع والبحث العلمي المستمر.

وبالانتقال إلى ساحة السياسة العالمية، فقد أصبح واضحا مدى تأثر القرارت المصيرية نتيجة الخلافات الداخلية وعدم توافق وجهات النظر المختلفة وهو درس هام لدول العالم الثالث خاصة وذلك عند رسم مستقبلها وسيادتها الوطنية.

أما بالنسبة للصين وكينيا فلابد وأن نتعمق بفهم دوافعهم لمحاولة التعاون التجاري والثقافي المكثف لمعرفة مكامن قوتهم وضعفهم وبالتالي تحديد أفضل طريقة للاستفادة منهم لصالح شعوب منطقتنا العزيزة.

ختاما.

.

يمكن القول ان المجتمعات الناهضة هي تلك القادرة على غرس قيمة التوازن بين جميع مكوناتها البشرية والاقتصادية والسياسية بحيث تصبح كل عنصر مساهم ايجابيا بدون اغراق احد علي حساب آخر.

فعندما يتحقق هذا الانسجام حينها فقط سوف نشعر بمعنى السلام الداخلي والسعادة الحقيقة وانجازات عظيمة لامثيل لها.

1 Комментарии