في ظل نقاش مستمر بشأن المساواة بين الجنسين ضمن إطار العالم الإسلامي، تبرز أهمية إعادة النظر في كيفية ترجمة المبادئ القرآنية والسُّنَّة النبوية إلى واقع اجتماعي.

بينما يسلّط البعض الضوء على جوانب تاريخية أو ثقافية تُنظر إليها على أنها تنقص من حقوق المرأة، فإنه لا يمكننا اغفال الحقائق التي أكدت عليها النصوص الدينية بوضوح، وهي المساواة الروحية والكرامة الإنسانية لكلا الجنسين.

تدعو رؤية الإسلام إلى هيكلية اجتماعية تقوم على التفاهم المتبادل والدعم المشترك بين الزوجين، بعيدا عن منطق الصراع والمنافسة العقيمة.

فالقرآن الكريم يعبر عن ذلك عندما يقول: "يعِينُكُمْ أَنْفُسَكُمْ وَيَعِينُكُمْ اللَّهُ"[محمد: ١٦].

هنا يكمن أساس التعاون المثمر والمتوازن بين الذكور والإناث.

وعلى الرغم من وجود أحكام قانونية مختلفة قد تبدو غير عادلة على سطحها، إلا أنها تحتاج لفهم أكثر شمولا يأخذ في الاعتبار الظروف المجتمعية وظروف الزمان والمكان.

فليس كل ما ورد في النصوص الدينية ثابت بطبيعته ويمكن استخدامه بشكل حرفي وقاطع خارج سياقه الأصلي.

وبالتالي، يمكننا القول بأن الطريق لتحقيق المساواة الحقيقية يقع في رحاب الفهم العميق للنصوص الدينية جنباً إلى جنب مع المرونة اللازمة لموائمة أفضل لمبادئها مع الواقع المعاصر.

إنه طريق يستلزم التواصل المفتوح واحترام التعددية الثقافية بينما يحافظ أيضا على الأعراف الإسلامية الراسخة.

17 التعليقات