هل اقتربت ساعة الحل أم سنرى المزيد من الدمار؟

عندما تتصاعد وتيرة المفاوضات، وتشهد ساحات المعارك هدوء نسبياً، قد نشعر بأن الأمور آخذة منحى ايجابيا.

لكن الواقع أكثر تعقيدا بكثير.

بعض اللاعبين الدوليين والإقليميين يدفعون باتجاه التسوية بينما يعمل اخرون جاهدين لإشعال فتيل حرب اكبر لتغطية اهدافهم الخفية.

لماذا لا يزال السلام بعيد المنال؟

إن مسار عملية السلام هش للغاية ويعتمد بشكل كبير علي حسابات سياسية داخلية لدي كل طرف.

فعلي سبيل المثال، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي تواجهه اتهامات جنائية متعددة، يحاول التأخر قدر الامكان لاتمام صفقة سلام حتى يتمكن من تقديم نفسه للشعب باعتباره حامي امن اسرائيل ومستقبلها.

كما ان الرئيس الامريكي جو بايدن امام تحدي الانتخابات الرئاسية المقبلة ويرغب بشدة في انجاز ما يعتبره نجاح دبلوماسي خارجي قبل بدء موسم الحملات الانتخابية.

ماذا لو فشلت جهود السلام مرة اخرى؟

إذا انهارت المحادثات مرة أخرى، فقد يؤدي عدم اليقين الناتج عنها إلي موجة جديدة مدمرة من أعمال العنف.

وقد يستخدم أحد الطرفين الوضع كمبرر لبدء حملة عدوان واسعة النطاق ضد المدنيين والبنية التحتية.

وفي أسوأ السيناريوهات، تهديدات باستخدام اسلحة الدمار الشامل واردة جدا خصوصا وأن كلا الطرفين لديه القدرة التقنية والتاريخ المرعب للاخلال بالتوازن النووي الاقليمي.

طريق المستقبل مرهون بقرارات اليوم!

الصورة الكلية هي أنه رغم ظهور بصيص أمل عبر القنوات الخلفية واتفاقات خفض التصعيد الجزئي، إلا أنها ليست سوى نقطة بداية فقط فيما يتعلق بحل شامل ودائم لهذا الصراع المزمن والذي عانت منه اجيال متعاقبة منذ عقود طويلة.

لذلك يجب الحذر وعدم الغرور بنتائج مؤقتة لأن أي زوال للنظام العالمي الحالي يعني سقوطه تحت وطأة التفاؤل الزائف وانعدام المسؤولية تجاه حاضر ومستقبل المنطقة برمتها.

#مشروعة #قوة #حول

1 التعليقات