هل تعتبر الهوية الثقافية حصناً حصرياً يجب الدفاع عنه ضد تيارات العالم الحديث وحماية أصالتها مهما حدث ؟

أم أنها كيان حي قابل للنمو والتطور مع الزمن ضمن إطار يحترم الجذور ويقدر التقدم ؟

في عالم متعدد الثقافات ومترابط بشكل غير مسبوق ، أصبح مفهوم الهوية أكثر تعقيداً .

فالتنوع اللغوي مثلا، والذي يعتبر ثراءً ونافذة لفهم الآخر، قد يشعر البعض منه بالخطر علي هويتهم خاصتهم خشية الذوبان وسط هذا البحر العالمي .

ولكن ماذا لو عكس الامر !

فالاحتفاء بالاختلافات الثقافية لن يجعلها غريبة عنا بقدر ما سوف يعمق بداخنا نفس الشعور بانتماء لكل البشريه جمعاء .

كما ان المسيرة الحضارية للإنسانيه مبنية علي اساس التكامل وليس القطيعة .

فكل جيل يرث عن سابقه ويتعلم ثم يبني عليه مستخدما ادوات عصره ليخلق عالمه الخاص بكل تفاصيله الجديدة .

وهذا لا يعني انهيار الماضي وانكار قيمه ؛ بل استمرار لحياة اصيلة تتجدد دوما بحيوية شبابيه .

اذن فلنتقبل فكرة ان الاصالة ليست مقيدة بزمان محدد او نمط تقليدي جامد ؛ فنحن هنا لنحافظ عليها وسوف تسافر معنا الي ابعد الحدود مشاركة الجميع جماليتها وثرائها .

هكذا ستظل حاضرة بقوة عبر العصور المختلفة متحدية اي تغييرات خارجية تتعرض لها .

وفي النهاية، لن نسقط في شرك المواقف المتعالية نحو ثقافات الاخرين مفكرين انها اقل قيمة لانها مختلفة عنا قليلا .

بدلا من ذلك سنعمل معا لبناء جسور التواصل الانساني الصافي المبني علي الاحترام المتبادل والفهم العميق للاخر المختلف عنا .

.

.

فهذا هو الطريق الوحيد لاستمرارية الحياة نفسها وللحفاظ علي ارث اجدادنا ليكون مصدر افتخار لأجيال قادمات كثيرة تنتظر .

#والثقافة #متنوعة #السرعة #وضعت #والجديد

1 التعليقات