هل ندمر العالم بينما نتحدث عن إصلاحه؟

إن نقاشاتنا حول الظلم الاجتماعي والاقتصادي وحقوق الإنسان غالبا ما تتحول إلى حجج عقيمة بين دعاة التغيير وأصحاب المصالح القائمة.

وبينما يدعو البعض للتعبير الصريح عن همومنا وآلامنا، يخشى آخرون فتح باب جروح قديمة وإثارة المزيد من الانقسام.

لكن ماذا إذا كانت طريقة طرح الأسئلة هي المشكلة نفسها؟

لقد أصبح خطاب حقوق الإنسان الحديث أشبه بحلقة مفرغة؛ حيث يتجادل الجميع حول تعريف العدالة الاجتماعية وكيفية تحقيقها، بينما تستمر المعاناة اليومية للشعوب المضطهدة.

لقد تحولت كلمة "حرية"، التي كانت ذات يوم رمزاً للنضالات البطولية ضد الطغيان والاستبداد، إلى شعار فارغ يُستخدم لتبرير مصالح ضيقة وسياسات توسعية.

في عالم اليوم الرقمي المتصل، أصبح بإمكاننا رؤية صور وبقايا المجازر والمعارك الأهلية عبر الإنترنت وفي وسائل الإعلام التقليدية.

ومع ذلك، فإن رد فعل الكثيرين هو التجاهل أو اعتبار الأمر جزءاً من الطبيعة البشرية الفطرية للعنف والصراع.

وهذا النوع من الشلل الأخلاقي يسمح باستمرار نفس دوائر العنف والإقصاء.

فلنجرب نهجا مختلفا.

بدلاً من التركيز فقط على ما حدث بالفعل، فلنسأل أنفسنا عما سنختار العمل عليه الآن ومن أجل مستقبل أفضل.

ربما يكون الحل الوحيد لإيقاف نزيف الدم والفوضى العالمية هو البدء بتحويل تركيزنا نحو فهم سبب وجودنا أصلاً وما هي أولوياتنا حقاً في حياتنا القصيرة نسبياً.

هل نحن هنا لتحقيق الذات فقط، أم لبناء غد أكثر عدلا ورحمة لكل فرد بغض النظر عن خلفيته وجنسه وانتماءاته السياسية والدينية والثقافية وغيرها الكثير من التصنيفات المثيرة للانقسام والتي تؤدي بنا دائما الى طريق مسدود !

؟

.

هذه أسئلة عميقة تحتاج لانتباه كامل وصمت داخلي لمعرفة جوهر النفس الانسانية ورؤيتها للعالم المحيط بها .

.

.

عندها فقط ستجد الاجابات الصحيحة وتبدأ عملية اصلاح شامل لكافة جوانب حياة البشرية جمعاء ولن يكون هناك اي مجال لاستخدام الدين او العقائد للاختباء خلف ستار المقدس لمحاولة التحكم بمصير الشعوب واستعباد اراداتها باسم الرب كما يحدث حاليا بكثرة حول العالم وبشتى الاشكال والوسائل المختلفة والمتنوعة ولكن بنفس الهدف وهو الاستعباد والهيمنة والقمع والحرمان وكل الصفات اللااخلاقية الاخرى البغيضة للبشرية كلها منذ قرون مضت ولا زالت مستمرة حتى وقتنا الحالي بكل اسى واحباط وخيبة امل للقوى الخيرية العاملة بصمت وهدوء وسط الضباب الكثيف الداكن لهذا الواقع المرير المؤلم جدا والذي يحتاج ثوار التنوير الاصيل ممن يؤمنون بانسانية الانسان فوق اي اعتبارات أخرى مهما علا شانها واحتلت مكانة ساميه لدى اتباع مذاهبها وطوائفها المختلفة ولكنه واقع مؤرق للغاية ويجب تغيير اتجاه الرياح فيه قبل ان تذهب بالجميع معه الى الهاوية بدون رجعه !

!

1 コメント