التوازن بين التقدم العلمي والهوية الوطنية: دروس من روضة شلبي وفرانس فانون تقدم لنا قصة روضة شلبي مثالًا رائعًا عن قوة المرأة العربية في مجال العلوم والمساهمة في تطوير وطنها.

إن تصميمها وعملها الجاد ليسا مصدر إلهام للنساء فقط، بل أيضًا لأي شخص يسعى لتحقيق أحلام كبيرة وتغيير واقع مجتمعه نحو الأفضل باستخدام المعرفة والعلوم الحديثة.

لكن كيف يمكن لهذا النجاح العلمي أن يتكامل مع مفهوم الهوية الوطنية المتطور كما ناقشه فرانس فانون؟

إن ارتباط روضة بشعبها وثقافتها هو نفس الارتباط العميق الذي تحدث عنه فانون حين أراد تعريف "الهوية" بما يفوق الانتماء العاطفي، فهو فعل نشط واختيار واعٍ لبناء مستقبل مشترك قائم على المشاركة المجتمعية والمسؤولية الجماعية.

فهل يعني ذلك أنه كلما زادت مساهمتك في تقدم بلدك علميًا، طورت شعورك بالوطنية وتعزز انتماؤك إليه واستعدادك للدفاع عنه ضد أي تهديد خارجي؟

وهل يعتبر بعض الناس الذين اختاروا ترك وطنهم بحثًا عن فرص أفضل أقل وطنية ممن يبنون مشاريع داخلية تساهم في رفاهية شعبهم؟

أسئلة تستحق التأمل خاصة وأن عصر العولمة فتح أبواب الاختيارات أمام الكثيرين سواء كانوا يدعون لحماية حدود البلد أم يقترحون تبادل الخبرات والمعارف العالمية لبناء مستقبل أكثر ازدهارا لشعوب المنطقة جمعاء.

وفي النهاية، فإن كلا المثالين، سواء نجاح روضة شلبي في المجال العلمي أو رؤية فرانتز فانون لمفهوم المواطنة النشطة، يوفران منظورين مختلفين ولكنهما متكاملان حول كيفية المساهمة في بناء مجتمع مزدهر ومتنوع ثقافيًا ومعرفهيًا وفي نفس الوقت محافظ على خصوصيته وقيمه الأساسية.

فإذا كانت علوم الوراثة قد اكتشفت مؤخرًا أن البشر لديهم حوالي %99.

5 جينات متشابهة بينهم بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين، فقد يكون الوقت مناسبًا الآن لاستخدام تلك الجينات المشتركة لجمع جهودنا لصالح قضايانا المحلية والإقليمية بدلاً من التركيز فقط على اختلافات سطحية غالبا ماتثير النزاعات والصراع.

1 コメント