هل التلوث الصناعي بوابة نحو انهيار اقتصادي مدمر؟

🌍💵

في حين يبدو التركيز حالياً منصباً على الآثار الصحية والتغير المناخي نتيجة للتلوث الصناعي، إلا أنه لا تقل أهميته عن تلك الجوانب الأخرى مدى تأثيراته الكبيرة على الاستقرار الاقتصادي للمدن والدول.

تخيلوا معي سيناريوهات مستقبلية حيث تصبح بعض المصانع غير قادرة على العمل بسبب ارتفاع معدلات التلوث الذي يدفع السكان المحليين والرؤساء التنفيذيين للأعمال بعيداً عنها بحثاً عن بيئات أقل ضرراً بصحتهم ومحيطهم.

هذه الصورة القاتمة قد تبدو مبالغ بها ولكنه واقع مرتقب إذا لم نولي اهتمامنا لهذا الأمر الملِحِّ.

فالشركات العالمية اليوم تنظر إلى سجل الشركة فيما يتعلق بالإدارة المسؤولة للنفايات وانبعاثاتها عند تحديد مشاريع الاستثمار الجديدة لديها.

وهذا يعني ضمنياً بأن الشركات التي تهمل جانب المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي ستجد صعوبة متزايدة لجذب المزيد من رأس المال والاحتفاظ بموظفيها ذوي الخبرة والكفاءات العليا الذين هم بحاجة ماسَّة لمناطق عمل آمنة وصحية لهم ولعائلاتهم.

وعلى الصعيد الحكومي، سوف يستنزف التعامل مع آثار التلوث الصناعي خزائن الدولة بلا شك مما قد يحرم قطاعات متعددة حيوية كالتعليم والبنى التحتية وغيرها من الدعم اللازم لتحقيق التقدم المنشود فيها والذي يعد ركيزة أساسية لبلوغ أي دولة مستوى رفاه اجتماعي أعلى.

وهنا تأتي الحاجة لوضع خطط وسياسات واضحة للمشاركة المجتمعية والحكومية لحماية حقوق جميع الفئات المتضررة ومن ضمن أولويتها القصوى ضمان عدم وقوع أي انتهاكات لحقوق الإنسان الأساسية والتي تشمل الحياة والصحة والسلامة الشخصية.

فلنرتقي بفكرتنا قليلاً.

.

.

ماذا لو بدأنا بتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري (Circular Economy) كأسلوب حياة شامل لكل القطاعات بدءاً باستراتيجيات الأعمال وحتى سلوكية الأفراد ؟

!

سيكون له بالتأكيد انعكاس ايجابى كبير ليس فقط بيئياً، وإنما ايضاً اجتماعياً واقتصادياً.

ومع تطبيق هذا النموذج الجديد سنفتح الأبوب أمام فرص جديدة للإبتكار وخلق وظائف مختلفة تماماً عما اعتدناها سابقاً.

وستعود فوائدها بالنفع الكبير على الجميع بلا استثناء سواء كانوا مواطنين عاديون أو رجال أعمال يسعون لنمو شركاتهم واستمراريتها للأجيال القادمة.

ختاماً، دعونا نبدأ طرح أسئلتنا الجادة واتخاذ خطوات عملية جريئة لحماية حاضرنا وضمان غداً أفضل رغم الظروف العصيبة المحيطة بنا والتي تزداد سوءاً يوما بعد آخر.

فلنتحدَّ ولم نخشَ المواجهة!