لقد أصبح واضحا الآن أن مفاهيم مثل التقدم والإبداع أصبحت أدوات يستخدمها أولئك الذين يستفيدون منها لتحقيق مكاسب خاصة بهم وليس للمصلحة العامة كما يدعون دائماً.

إن سرديتنا الجماعية حول المستقبل مبنية بشكل كبيرٍ جدّاً على الوعد بـ«الرخاء» والحديث المتواصل عن «النهضة».

لكن هل هناك حقائق أخرى قد تغيب عنا وتتعمد تلك الطبقة الحاكمة حجبها عمداً؟

لقد آن الآوان لأن نعيد النظر فيما تسميه النخب السياسية والاقتصادية تقدماً؛ فهو غالبا ما يكون مجرد خدعة لإخفاء فساد نظام قائم منذ عقود طويلة ويحتاج إلى تغيير جذري وشامل لحماية حقوق الإنسان وموارده الطبيعية بعيدا عن سطوة رأس المال الجشع والذي لا يعرف سوى الربحية الباردة كهدف أساسي له مهما كانت النتائج كارثية بالنسبة لبقية شرائح الشعب الأخرى والتي تعتبر بمثابة وقود بشري رخيص الثمن يسعى لاستنزافه واستغلاله بأقصى درجة ممكنة عبر وسائل متعددة أهمهما التلاعب بالأفكار والرؤى المغلوطة تجاه حاضر ومستقبل أفضل يتطلع إليه الجميع ويتوق للحصول عليه بكل نزاهة وعدل اجتماعيين.

لذلك فإن الوقت مناسب جدا لإعادة فهم معنى التقدم والتطور والإبتكار بعيون وقلوب وأرواح مختلفة تمام الاختلاف عن سابقاتها نظراً لما نشاهده حالياً من نتائج مدمرة لهذه المفاهيم المزيفة والمضلِّلة للشعوب العربية والعالم الثالث عموماً.

فمتى سنقوم بتغييرات جوهرية جذرية بعدما فشلت جميع الحلول الجزئية الصغيرة المؤقتة أمام قوة وحجم المشكلة العالمية المتفاقمة يومياً ؟

#المادة #نعيشها #قادة #لتفكيك #الجامعات

1 Reacties