في عالم متقلب تسارع فيه وتيرة التغير التقني والتكنولوجي، يشهد قطاع التعليم تحولات جذرية تتلاقى فيها مفاهيم التعلم الآلي والذكاء الصناعي مع المهنة البشريّة الأصيلة للمدرس والمعلّم.

إنَّ "التحوّل الرقمي" الذي نشهده اليوم ليس سوى بداية الطريق نحو مستقبل حيث سيُعاد تشكيل العلاقة بين الإنسان والأداة بشكل جذري.

إنَّ التحذيرات بشأن مخاطر الاستسلام الكامل أمام آلة تعمل وفق خوارزميات جامدة هي مسألة جدلية وموضوع نقاش فلسفي عميق يحتاج لدراسة معمقة وواضحة الرؤية.

فعندما تنظر إلى الجانب المشرق لهذا الأمر تجد أنه قد فتح أبواباً واسعة أمام فرصٍ كبيرة لتخصيص عملية التلقين حسب القدرات والاستيعاب الفرديين للطالب مما يؤدي لانخفاض نسب التسرب الدراسي وزيادة الدوافع لدى المتعلمين الذين بات بامكانهم الوصول للمعرفة اينما كانوا وفي اي وقت يريدونه.

لكن بالمقابل فإن الاعتماد الكلي عليه قد يقود الى عزلة اجتماعية وانقطاعات نفسية بسبب الافتقار للتفاعل الانساني الطبيعي والذي يعتبر اساسي لبناء الشخصية الاجتماعية للفرد منذ سنوات عمره الأولى وحتى اخر يوم له بالحياة.

لذلك فالاعتراف بهذا الواقع الجديد والاستعداد له امر ضروري للحفاظ علي الهوية البشرية وسط هذا المشهد المتطور باستمرار.

وفي الختام، تبقى المسؤولية مشتركة بين جميع اطراف العملية التربوية بدءًا بالإدارة العليا وانتهاء بالطالب نفسه وذلك لإيجاد طرق مبتكره تجمع بين أصالة الدور البشري وقدراته الفريدة وبين فوائد العالم الرقمي اللامتناهيه.

#معلم #نواجه #بالأسلوب

1 Komentar