عند الحديث عن تأثيرات التقدم التكنولوجي ومدى قدرتها على تغيير حياتنا بشكل جذري، فإن التركيز ينبغي أن يكون دائماً على الإنسان وما يريد تحقيقه لنفسه ولمستقبل أولاده.

نحن أمام خيار صعب؛ إذ يمكن للتكنولوجيا أن تقدم لنا فرصاً غير محدودة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي (كما يحدث في مجال الزراعة)، إلا أنها تحمل أيضاً تحديات كبيرة فيما يتعلق بالحفاظ على هويتنا الثقافية والقيم المجتمعية التي نشأت عليها الأجيال المتعاقبة.

إن التحولات الجذرية والسريعة غالباً ما تؤدي لفقدان الشعور بالأمان والانتماء وتزيد شعور العزلة بين الناس.

لذلك، يجب التعامل بحذر شديد عند تطبيق أي اختراع حديث وأن نعمل جنبا إلى جنب مع المختصين الاجتماعيين والنفسيين لوضع استراتيجيات مدروسة للحفاظ على توازن صحي بين القديم والجديد.

ومن منظور مختلف قليلا، نرى ضرورة إعادة النظر بدور المعلم والمعلِّمة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الأنظمة المبنية على الذكاء الصناعي.

فالهدف الأساسي للعملية التدريسية أصبح الآن أكثر اتساعاً ليشمل تطوير مهارات عدة منها: التفكير النقدي، حل المشكلات بطريقة مبتكرة، وقبول اختلاف الرأي واحترامه بغض النظر عن خلفيته الثقافية والدينية وغيرها.

.

وهذه الأمثلة تعتبر جزء صغير مما يستوجب تدريب جميع العاملين فيه على فهم متطلبات القرن الواحد والعشرين الجديدة كلياً.

وفي عالم الأعمال، بات واضحا بأن زيادة الإنتاجية والكفاءة لا تأتي فقط نتيجة استخدام أدوات ذكية ومتطورة، وإنما تحتاج أيضا لخلق جو ملائم نفسيا وعاطفيا للعاملين بها وذلك عبر دعم صحتهم الذهنية واتاحة الفرصة لهم للتواصل ومشاركة مخاوفهم وانجازتهم.

فلنحافظ دوماً على انسجام تام بين النمو الاقتصادي والحماية الصحية النامية لكل فرد ضمن نطاقه.

وفي نهاية المطاف، دعونا نفكر مليّاً قبل تبني أي توجه كبير لما قد يؤثر سلباً أو ايجاباً علينا وعلى من حولنا مستقبلاً.

فأمامنا الكثير كي نستكشف ونبتكر!

#مكان #مهارات #تحقق

1 Kommentarer