في عالم اليوم المتغير باستمرار، أصبح مفهوم "البقاء" مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتكيف المرء مع بيئته.

لكن ماذا يعني حقًا "التكيّف" في عصر يشكل فيه الذكاء الاصطناعي نسيج حياتنا؟

بينما يسلط بعض المطروحين الضوء على فوائده المهولة في مجال التعليم – مثل تخصيصه الفعال للمحتوى وتقديم دعم آني للطالبات – فقد أغفل الكثير منهم تأثيراته العميقة الأخرى على جوهر التجربة الإنسانية نفسها.

إن تركيزنا فقط على كفاءة وكفاءة الحلول التقنية يخاطر بتقويض تلك الغِنى الثقافي والفكري الناتج عن التواصل المباشر بين البشر.

فلنفكر مليًا: هل نحن مستعدون لقبول واقع يفصل فيه الذكاء الآلي الأطفال عن دفْ الأطفال وعطف المعلمين وحكمة التجارب الحياتية الجماعية؟

أم سنختار نهجا أكثر شمولاً يؤثر فيه قوة الذكاء الاصطناعي على عملية التعليم ولكنه يحافظ أيضا على أهمية اللمسة البشرية والقيمة اللازمة للتشارك الاجتماعي والنضوج العقلي والسلوكي؟

إن مستقبل تعليم أفضل ليس مسألة اختيار طرف واحد ضد آخر وإنما خلق مزيج متناغم بينهما بحيث يتم الاستعانة بقوة الأدوات الرقمية جنبا الي جنب مع حكمة التربية التقليدية.

إنه طريق متوازن يحفظ فيه لكل منهما دوره الأساسي ويحققهما معا هدف التعليم النهائي وهو تنمية جيل قادر علي فهم العالم وتغييره والإسهام فيه بشكل فعال وبناء.

وهذا التحول لن يكون سهلا ولكنه ضروري للحفاظ علي سلامتنا وترسيخ مكانتنا ضمن هذا الكون الواسع والمتزايد التعقيدا والذي تتداخل به الأنظمة المختلفة بشكل يومي ومعاينة لما هو خارج نطاق خبرتنا المحدودة.

وبالتالي علينا البحث دوما في طرق جديدة لفهم أنفسنا وللبشر وللعالم المحيط بنا واستخدام جميع وسائل العلوم الحديثة لذلك دون اغفال أي منها سواء كانت علوم اجتماعية او تاريخية او حتى دينية وغيرها الكثير.

فالعلم واسع جدا ولا يمكن اختزال جزء منه مهما بلغ تقدمه لأن الأرض سوف تزاحمه دائما بما فيها وما يدور عليها وسوف يستمر الانسان بابحاره وسط هذه البحار بحثا عمّا يساعده ليواصل مسيرته فوق ظهر السفينة الفضلة التي اسمها الحياة.

#بدلا #وفق