التقدم يحتم علينا إعادة صياغة علاقتنا بالتكنولوجيا والطبيعة والسوق.

فالثورة الرقمية تحمل وعودا هائلة إذا استخدمت بشكل مسؤول وأخلاقي.

فعندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي والاستخدام الواسع للبيانات الضخمة، يتعين علينا ضمان وصول الجميع لهذه الأدوات وعدم حصر المنافع في يد أقلية.

كما يجب ربطه بممارسات بيئية مسؤولة للحفاظ على كوكب الأرض.

وفي قطاع التعليم، رغم الدور الإيجابي للتكنولوجيا في تخصيص التجربة التعليمية وتسهيل الحصول على المعرفة، إلا أنها لن تستطيع تجاوز حاجة الإنسان للطبيع وحياته المجتمعية.

إذ تبقى الروح الجماعية والإبداع البشري ضروريان لبناء مستقبل متكامل ومتنوع.

ويتطلب الأمر تعاونا وثيقا بين العاملين في مجال التكنولوجيا والتربويين لوضع ضوابط لاستعمالاتها داخل الصفوف الدراسية وخارجها.

ولا بد وأن ندرك الترابط العميق بين اختيارات نمط حياتنا وصحة الكوكب.

فالمنتجات عالية المحتوى بالسكر وما ينتج عنه من انبعاثات الكربون أثناء تصنيعه ورميه، مثال صارخ لما يمكن تغييره باتخاذ قرارت غذائية ذكية ومسؤوليات تجاه البيئة.

ويفرض هذا التكامل الجديد تحدٍ كبير أمامنا وهو البحث دوماً عن حلول تجمع بين راحة الحياة الحديثة واحترام حدود الطبيعة.

وفي نهاية المطاف، ستكون قوة المؤسسات والقوانين عنصر أساسي لقيادة انتقال سلس نحو هذه الحقبة المزدوجة الوجه والتي تحتوي فرصة عظيمة لخلق واقع أكثر عدلا واستدامة.

ومن الضروري وضع آليات مراقبة وسياسة عامة تراعي مصالح مختلف شرائح السكان وتمكينهم اقتصاديا ومعرفياً.

وعندها فقط سوف نجني غلال ثمرات عصر رقمي محكوم بالأخلاق والشاموليّة.

1 Kommentarer