الثقافة ليست زينة خارجية؛ فهي جوهر السياسة والحروب والسلام.

فعلى سبيل المثال، لم يكن للحرب في القوقاز جذور استراتيجية فقط، بل أيضاً ضغوط هوية وثقافية.

كما أن إعادة بناء مدينة وارسو بعد الحرب العالمية الثانية دلّت على قوة شعوب تعلمت الدروس وتجددت بنفسها.

لذلك يجب علينا النظر إلى عوامل ثقافية لتحليل أي نزاعات وليس فقط اعتبارات جيوسياسية تقليدية.

فعلى عكس بعض المناطق ذات الاحتكاكات الشديدة، توضح دراسات أخرى أغنى جوانب عالمنا المتنوع.

فالشواطئ المغامرة والشعاب المرجانية والمعالم الحضارية بالمغرب والمحيط الهادئ وكوريا الجنوبية تعتبر أمثلة رائعة لهذا التنوُّع.

وعند مقارنتها بتلك المواقع الأخرى الأكثر اضطرابا مثل مناطق التوترات الحالية بشبه الجزيرة الكورية نشعر بثنائية مذهلة لعالمٍ واحد!

ومن جهةٍ أخرى، تحمل الجزائر وخنشلة خصوصيتها الخاصة كرمز للهوية والتراث المحلي الأصيل مقابل مؤسسات دولية كالـ IMF المسؤولة عن أسواق المال العالمية.

وهنا تبدو ضرورة احترامهما سويا لإنجاح مسيرة التقدم البشري نحو مستقبل أكثر ازدهارا وأمناً.

فلنفهم جيداً بأن العالم متنوع وأن حل مشاكله لا يتم بمعزل عن هذا الواقع الفريد لكل منطقة فيه.

فالعوملة غير قابلة للتطبيق بدون مراعاة الخصوصيات المحلية لكل دولة وأمة فيها.

وبالتالي لنعمل جميعاً كي نحافظ علي سلامتنا وتقدم حضارتنا العالمية بدون فرض نمط حياة متماثل وغير واقعي.

إن احترام اختلافاتنا أمر ضروري لبناء علاقات صحية وعالم مزدهر ومستقر حقا.

#فحسب

1 التعليقات