التوازن بين الهيبة والثقافة الشعبيّة.

.

مفتاح النجاح؟

هل حقّا يمكن قياس قوة البلاد بمدى حضور مسؤوليها في الأحداث الشعبية كالمباريات مثلاً؟

وهل لذلك دورٌ فعليّ بتعزيز انخراط المجتمع السياسي وجسر الفجوات بين السلطة والشعب أم أنها ظاهرة سطحية بلا تأثير عميق؟

كما تظهر الصورة الذهنية لوالي فاس بحضور نهائي كأس أفريقيا رمزًا لتواصل القيادة مع هموم الناس ومتابعتها لما يحرك عقول وقلوب المواطنين المغاربة، فإن ذلك قد يشكل أيضًا نوعًا من الدعاية الذكية لإبراز مدى اهتمام الدولة بالمواطن وحياته الخاصة خارج نطاق العمل اليومي والروتين الحكومي المكلف عادة.

لكن هل يكفي حضور مباريات كرة القدم ليصبح حاكم القرارات ومتحكم بالقلوب والعقول!

بالطبع لا؛ فهناك تراكم تاريخي وثقافي وسياسي لكل دولة يجعل منها كيانا فريدا ذا خصوصيته الفريدة سواء فيما يتعلق بنظام الحكم الداخلي وحتى التعامل الخارجي مع الدول الأخرى.

وبالحديث عن العلاقة مع روسيا والدور القطري فيها والذي وصف بالأحمق وفق بعض المصادر الإعلاميّة، فهو موضوع مثير للنقاش خاصة عندما نتحدث عن ضرورة وجود توازنات دبلوماسية عالمية تحافظ عليها كل دولة حفاظها على استقرار اقتصادها واستمرارية زخم نموها الاقتصادي.

أما بالنسبة للقطاع الصحي فقد بيّن قرار وزارة الصحة المصرية بالتأكيد على اشتراطات السلامة والصحية لسلاسل المطاعم أهمية دور الحكومة في مراقبتها للمنتجات الاستهلاكية الأساسية كالمنتجات الغذائية مما يساهم برفع مستوى وعي الجمهور وتسليطه الضوء على حقوقهم كمستهلكين وبالتالي زيادة شعورهم بثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على التأثير بالإيجاب بالسوق المحلية.

وفي النهاية تبقى كرة القدم أكثر بكثير من مجرد لعبة شعبية فهي انعكاس ثقافي لقدرات أي بلد وقيمه ومبادئه كما هي حال المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينهو الذي أشاد بقدراته التنظيمية وسيطرته النفسية على لاعبيه الأمر الذي عززه تصريح المدير التقني السابق لفريق مانشستر يونايتد سير أليكس فيرجسون والذي أكد بدوره عبقرية مورينهو وإتقانه لتحقيق الانتصارات تحت الضغط الشديد.

إن تحليل مثل تلك النقاط المختلفة ولكل جانب فيها يساعد على فهم أفضل للعلاقات الدولية المعقدة ودور الإعلام بها بالإضافة لمعرفة المزيد حول أهمية التخطيط طويل المدى لدى صناع القرار المحليين لتحقيق طموحات شعوبهم نحو مستقبل مزدهر.

1 التعليقات