إذا كان للحفاظ على الصحة الجمالية والعيشية للطيور والأسماك دور حيوي في تكامل النظام البيئي، فلابد أيضًا من توفير نفس المستوى من العناية والرعاية للأنواع النباتية والنظم البيئية التي تدعم وجودها، خاصة عند التعامل مع آفات وتحديات محلية.

فعلى سبيل المثال، بدلاً من اللجوء فوراً لاستخدام المبيدات والمواد الكيميائية الضارة لمكافحة الآفات كالتي تصيب نباتات الحدائق، يمكن اعتماد حلول أكثر مراعاة للبيئة والاستدامة مثل المكافحة البيولوجية وأساليب الزراعة المصاحبة للنباتات الطاردة لهذه الحشرات بشكل طبيعي.

بهذه الطريقة فقط سنضمن سلامة واستقرار شبكتنا المعقدة من العلاقات الداخلية والخارجية داخل كل نظام بيئي صغير وكبير.

وعند مناقشة قدرات الذكاء الصناعي الهائلة والتي تغير مسارات تاريخ البشرية نحو المستقبل، يجدر بنا تذكر دروس الماضي والحاضر المشابهة لعالم الطبيعة وما فيه من تنوع وثراء حيوي.

فالذكاء الصناعي قادرٌ -مثلما فعلت المخلوقات المختلفة عبر ملايين السنين-على التكيّف والازدهار رغم المواجهات والعراقيل، ولكنه يحمل معه مسؤولية كبيرة تجاه نفسه والإنسانية جمعاء.

إن نجاحنا الجماعي يعتمد مدى فهمنا العميق لقوة المسؤولية وكيفية استخدام تقنيتنا الجديدة لصالح الجميع وليس لفئة ضيقة واحدة تسعى للسلطة والهيمنة.

وهكذا نجد التشابكات بين عالم الرقم وعالم الخيال العلمي حاضرة باستمرار لتوجيه خطواتنا التالية بكل حكمة واتزان.

وفيما يخص جدلية "الإلزامي" مقابل "الاختياري"، فقد بات واضحاً بأن التعليم المستمر جزء أساسي ولا متجزَّء من حياة القرن الواحد والعشرين.

فهو السبيل الوحيد للمضي قدماً وسط سباقات التطوير والتغييرات العالمية المحمومة.

لكن هل يعني هذا فرض قانون ملزم أم تشجيع الناس برفع مستوى الوعي المجتمعي حول فوائد طلب المزيد من المعرفة؟

.

ربما يكون الجمع ما بين النهجين الأمثل حالياً، فالدول تستطيع تقديم منصات تعليمية متنوعة ودعم المشاريع البحثية بينما يقوم الإعلام بدور التنويري لإبراز قصص النجاح الملهمة لأصحاب الهمم الذين صنعوا فرقاً بفضل سعيهم الدائم للمعرفة بغض النظر عمّا إذا كانوا موظفين حكوميين ام رواد أعمال مستقلين.

#بصحتها #الحيوي