بين التقنية والإنسانية.

.

رحلة البحث عن التوازن في زمن الذكاء الاصطناعي وسط زخم التحولات الرقمية المتلاحقة والتي تجتاح مختلف المجالات ومن ضمنها مجال التربية والتعليم ، تتزايد المخاوف بشأن فقدان الجانب الانساني الأصيل لهذا القطاع الحساس .

فرغم فوائده العديدة إلا أنه لا بد من النظر بعمق لمعرفة ما اذا كنا قادرون فعليا لإدارة تلك العلاقة المعقدة والمتجددة باستمرار بين الإنسان والآلة ؟

وما هي حدود تدخل الذكاء الصناعي في عملية التأهيل العلمي والمعرفي للطالب ؟

وكيف نحافظ علي الطابع الفريد لكل فرد والذي يعتبر جوهر العملية التربوية ؟

بالإضافة لما سبق ذكره فيما يتعلق بمخاطر انتشار اللامساواة وضعف التواصل الشخصي نتيجة الاعتماد الكلي علي وسائل تعليمية رقمية خالصة , فأنه كذلك هناك جانب آخر مهم وهو ضرورة التفكير خارج الصندوق لمواجهة أي تحديات مستقبلية قد تنجم عن وجود نظام تعليم قائم فقط علي حسابات رياضيه وبرمجيات متقدمة .

لذلك فان الحل الأمثل سوف يأتي بالتكامل وليس بالإقصاء ؛ حيث يتم استخدام أفضل ما توصل اليه العلم الحديث لدعم وتمكين العنصر الحيوي في المعادلة (المعلم والطالب) بدلاً من محاولة احلال أحد الطرفين محل الآخر .

وفي النهاية تبقى المسئولية مشتركة علي الجميع سواء كانوا صناع القرار الحكوميون او المهتمين بالشأن العام وكذلك أولياء الامور انفسهم لانشاء مناهج مبتكرة تجمع بين مزايا الماضي وحداثة الحاضر بما يحقق الهدف الاسمى وهو اعداد اجيال قادرة علي مواجه صعوبات المستقبل بثقة وقدرة تنافسية عالية .

1 코멘트