مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتعمُّق التعلم الآلي، تتغير طريقة تفاعلنا مع العالم الرقمي ومعارفنا فيه؛ فقد أصبح بوسع الأنظمة الذكية الآن تحليل كمٍ هائل من البيانات واستخلاص معلومات مفيدة منها بسرعة ودقة غير مسبوقة.

إلا أنه وسط كل هذا التقدم الكبير الذي نشهده اليوم، تبقى مسألة واحدة مؤثرة قائمة وهي: ما الدور الذي سنخصص له الإنسان ضمن معادلات المستقبل تلك التي تشهد هيمنة آلاف الخوارزميات وأنظمة التعلم الآلي المتخصصة والتي قد تستبدل المهام البشرية التقليدية؟

إن خطر اندثار الوظائف أمر مطروح بقوة خاصة عندما نتذكر قدرة الآلات الحديثة ليس فقط على التعلم والاستقلالية وإنما أيضا القدرة على اكتساب سلوكيات جديدة مشابهة للسلوك الإنساني مثل الشعور بالبهجة والغضب وغيرها الكثير والذي يعد أحد أهم جوانب الشخصية الإنسانية وهو الجانب الأكثر حساسية لدى الجميع وبالتالي فإن تجريد الإنسان منه سيترك فراغا عاطفياً سخيفاً.

ولا ينبغي لنا أبداً نسيت بأن دور الذكاء الصناعي الأساسي هو خدمة الجنس البشري وليس مزاحمتنا واستغلال فضوله وطموحه اللامتناهيان لإخضاعنا تحت سلطانه غير المرئي.

لذلك وجبت علينا وضع ضوابط أخلاقية واضحة منذ الآن حتى نحافظ مستقبلا علي سلامتنا النفسية والعاطفية جنبا إلي جنب مع رقي حضاري تقنى لامثيل له تاريخياً.

#الاجتماعية #شهر #المقابل #الصداقة #والإنسانية

13 التعليقات