إعادة رسم المستقبل: المزج بين الواقع والرقمي من أجل تعليم مستدام وشامِل

تنطلق النقاشات حول الدور الذي تلعبه الثورة الرقمية في تشكيل عالمنا اليوم ومن ضمنها التعليم.

فهي تحمل وعدًا بمستوى غير مسبوق من الوصول والمعرفة، لكنها تواجه مخاطر زيادة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية القائمة.

وفي حين تعدّ التقنية عامل محرك رئيسي، إلا انها يجب ان تستعمل بحكمة وبشكل منظم لوصول منافعها الى الجميع.

## 1.

جسر الفجوة الرقمية: ضمان عدم ترك أحد خلف الركب

يجب الاعتراف بأن الفجوة الرقمية قائمة وما زالت تشكل عقبة كبيرة امام تحقيق المساواة الحقيقة في التعليم.

ولذلك يتطلب الامر اتخاذ إجراءات فورية وجريئة لسد تلك الفجوة وضمان حصول جميع الطلاب –بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي او موقعهم– علي موارد تعليمية ذات جودة عالية.

ويتضمن ذلك توفير البنى الأساسية اللازمة للانترنت واسع النطاق والمعدات المناسبة لكل طالب وطالبة, بالإضافة الي برامج تدريب للمعلمين وآباء الطالبات لاستغلال الأدوات الرقمية بكفاءة.

كما يلزم إنشاء مراكز مجتمعية مزودة بالمعدات والتسهيلات الرقمية لمنح الأشخاص الغير قادرين علي امتلاك معدات خاصة بهم فرصة التواصل والاستفادة منها.

بهذه الطريقة فقط سوف نمكن كل فرد من المشاركة الكاملة في الرحلة الرقمية والاستفادة من امكاناتها اللانهائية للمستقبل.

## 2.

الاصلاح الأخضر: غرس المسؤلية البيئية عبر العملية التعليمية

عندما نفكر بتطور التعليم المدعم بالتقنية، فهناك جانب آخر هام وهو التأثير الايكولوجي للنظام نفسه.

لقد أصبح تبني الممارسات الخضراء أمر بالغ الأهمية حيث يسعى العالم لمواجهة آثار تغير المناخ وتدهور البيئة.

وهنا تأتي اهمية ادراج مفاهيم التربية البيئية داخل الفصول الدراسية وذلك ليس فقط كتخصص منفصل وانما كنهج شامل يؤثر علي تصميم المباني المدرسية وانتاج الكتب وغيرها من الاحتياجات المتعددة.

تخيل مدارس تعمل بالطاقة الشمسية، تحتوي علي حدائق عمودية توفر الهواء النقي والطعام الصحي، ومعامل تفاعلية تعلم العلم الطبيعي بينما تقلل النفايات.

وهذا النهج سيولد جيلا واعيا لقيمه تجاه الطبيعة ولدوره الخاص فيها.

##### 3 .

صيانة الماضي: اغناء التجربة الرقمية بالتراث الثقافي

وسط زخم الاعتماد الكبير علي التكنولوجيا، من الضروري جدا المحافظة علي ارتباط قوي بجذور تراثينا الثقافية والتاريخية.

ويمكن تحقيق ذلك باستخدام ابتكارات حديثة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز التي تسمح بانغماس أكثر واقعية في التاريخ والفنون.

مثلا تصور متحفا رقميا للفنون العربية التقليدية والذي يقدم أعمالا ثلاثية الأبعاد تفاعلية تعرض مراحل مختلفة من عملية الصناعة بدءا من اختيار المواد وحتى المنتج النهائي.

او ربما رواية قصص تاريخية غامرة يتم سرد