تحديات المستقبل: التقاطع بين التكنولوجيا والانسانية

إن التغيرات الجذرية في سوق العمل نتيجة لتزايد أتمتة المهام والتقدم التكنولوجي المطرد يفرض علينا إعادة تقييم دور الإنسان في بيئات العمل الحديثة.

بينما قد يقدم بعض المتحمسين للتكنولوجيا منظوراً متفائلاَ، مؤكدين بأن الذكاء الصناعي سيخلق فرص عمل جديدة لا مثيل لها سابقاً، إلا ان الواقع غالبا ما يكذب توقعاتهم.

غالباً ما تحتاج الوظائف الجديدة المرتبطة بقطاعات مثل البرمجيات والروبوتات وغيرها الى مستوى عالي للغاية من التعليم والخبرة مما يجعل الوصول اليها صعب بالنسبة لمعظم السكان العاملين حالياً.

وبالتالي قد تنمو الفجوة بين الطبقات الاجتماعية والاقتصادية بشكل اكبر بسبب عدم المساواة في الحصول علي الفرص الملائمة للاستفادة من موجة التشغيل الآلي الحالية.

بالإضافة لذلك ، فان تأثير هذه التطورات ليس اقتصادي محض ولكنه اجتماعي ايضآ .

فمع زيادة الاعتماد علي الانظمة الآلية ، سوف يصبح مفهوم "الشخصية الاقتصادية" أكثر غموضا وقد يفقد الكثير منا ارتباطه بهويته العملية التقليدية.

وهنا يأتي دور الحكومات والمؤسسات التعليمية لإعادة هيكلة برامجها التدريبية بما يناسب متطلبات القرن الواحد والعشرين وذلك عبر التركيز علي مهارات القرن الواحد والعشرون كالابداع وحلول المشكلات واتخاذ القرار ومهارات التواصل وغيرها الكثير.

.

.

كما انه يجدر بنا كبشر البحث دائما وابدا عن طرق ابتكارية للحفاظ علي خصوصيتنا وهويتنا امام توافد آلات ذكية قابله للبرمجة ومن ثم التأقلم مع تغيرات عالم متغير بوتيرة سريعه.

إن التعاون المثمر بين العنصر الانساني وعالم الرقمي سيكون بلا شك عاملا مؤثر ومحدد للمستقبل القادم لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وللعالم اجمع.

1 Komentari