هل يكون التعليم المفتاح لحماية الهوية الوطنية ضد العولمة؟

أم أنه يمثل تهديدا لتلك الهويات نفسها؟

قد يبدو هذا سؤالا فلسفيا عميقا، لكنه ذو صلة كبيرة بالفكرة الأساسية للمحتوى السابق حيث تمت مناقشة العلاقة المعقدة بين الاحتفاظ بالتقاليد والانفتاح على العالم الحديث.

وفي حين يشجع البعض على تبني نهج عالمي موحد لتحقيق التقدم، يسعى آخرون للحفاظ على خصائصهم المميزة حتى لا تختفي فرادتهم وسط البحر الواسع للتغير العالمي.

وهذا بالضبط ما تجسده مقارنة التعليم بمفهوم "الهوية الوطنية".

فعلى سبيل المثال، بينما تعمل شبكات الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية على ربط الناس ببعضهم البعض بسهولة وبدون قيود جغرافية، مما يعرض الشباب لأفكار وأنظمة قيم متنوعة، هل يعد هذا مصدر قلق بشأن احتمال حدوث تأثير سلبي على ارتباط الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية وهويتهم المحلية؟

إن تعليم الأطفال منذ الصغر عن تاريخ وطنهم ولغتهم وتقاليدهم يمكن اعتباره وسيلة أساسية لصون هذه العناصر الأساسية للهوية الجماعية.

ومع ذلك، فقد يجادل المنتقدون بأن التركيز المفرط على المحلية قد يقوض القدرة على التعامل مع المجتمع الدولي ويعوق النمو الشخصي للفرد.

وبالتالي، يستدعي الأمر بعض الدرجات من الاعتدال كي نحافظ على تراثنا ونتطور باستمرار كأفراد ومن ثم كمجموعة بشرية واحدة.

بالنظر لهذه النقطة، يصبح السؤال المطروح الآن: أي نوع من الأنظمة التعليمية سيضمن مستقبل مشرق لكل فرد ولكل دولة؟

وكيف يمكن تنظيم المناهج الدراسية بحيث تغذي كلا من الانتماء الوطني والشعور بالمواطنة العالمية؟

ستكون الخطوة التالية نحو هدف المثالية هي تطبيق منهجيات متعددة الثقافات والتي تهتم بتعاليم المواضيع التقليدية جنبا إلى جنب مع المهارات اللازمة للتفاعل بنجاح ضمن مجتمع متغير باستمرار ويتسم بالعالمية.

فقط عندئذ سنضمن حقا احترام خصوصية الجميع والاستمتاع بثراء الاختلاف العالمي دون المساس بالجذور الراسخة لهؤلاء الذين اختاروا حمل راية وطن معين.

1 التعليقات