الصراع بين التقليدية والتطور الرقمي: هل فقدنا بوصلتنا الأخلاقية وسط كل ذلك التقدم؟

كم عدد مرات شعرت فيها بأن حياتك الشخصية قد اختلطت بحياتك المهنية بسبب الهاتف الذكي الذي لا يفارق يديك ولو لحظة واحدة؟

!

كم مرة وضعت نفسك تحت ضغط نفسي بسبب رسائل بريد إلكتروني متواصلة أملاً في عدم الفوت فرص عمل مرتقبة عبر الإنترنت.

.

بينما أنت تعلم جيدا مدى تأثير هذه الحالة المستمرة عليك وعلى عائلة صغيرة تنتظر لقاء أبيهم وزوجها بعد يوم طويل وشاق!

إن العالم الذي اعتدناه قبل عصر الشبكات العنكبوتية كان مختلفا جذريا عمّا عليه اليوم؛ فلم يكن هناك أي نوع من أنواع وسائل التواصل الاجتماعي ولا تطبيقات الاتصالات المتعددة الوظائف والتي أصبح ارتباط الإنسان بها أقوى ألف مرة مقارنة بسنوات مضت.

.

.

ولقد بات الأمر أشبه بإرهاب رقميّ، فكل شيء ممكن حدوثه هنا وهناك وباستمرار وبدون انقطاع!

!

وفي ظل هذا البحر اللامتناهي للمعلومات والمعارف المتاحة أمام ناظريك وفي جهاز صغير جدا تحملينه دوماً بقربكِ سيدتي العزيزة.

.

فلابد وأن يكون لدينا وعيا أكبر بكثير لما يميزنا كبشر ويفرقنا عما سواها من مخلوقات أخرى خلقها المولى عز وججل.

.

.

فأنتِ مثلا تمتلكين عقلا قادرا على التحليل والنقد والفهم العميق للمعاني والمبادئ العليا للحياة الاجتماعية والثقافية وغيرها الكثير.

.

.

.

أما الجهاز المحمول الخاص بك فهو عبارة عن صندوق أسود يحتوي ملايين البيانات والمعلومات ولكنه خادم مطيع لمن يصدر له الأوامر فقط!

!

!

لذلك فإن المسؤولية الأولى تقع عليكي كي تتمكنين من التحكم بهذا المخلوق الجديد والذي أدخلته الحياة حديثا اليها .

فإذا كانت الرقائق الإلكترونية تعمل وفق قوانين الفيزياء والقواعد البرمجية الدقيقة للغاية وقد تستغرق سنوات طويلة لصيانتها وصيانة مكوناتها الداخلية الدقيقة فإنه من الطبيعي القول حينذاك :'' إن دماغ الانسان قادر أيضا على إعادة برمجة نفسه باستمرار لتحسين ادائه الذهني والجسماني وحتى الروحاني كذلك''.

وهكذا نرى أنه مهما تقدم الزمن وظهور صوغات مبتكره ومعاصرة تلعب دورا محوريا الآن وفي مستقبل قريب الا انه لابأس بان نستعين بهذه الصناعات المتقدمة لنصبح أفضل واكثر ذكاء وفطنانه امام مخلفات الحضاره العصري !

ومن ثم فإنه يجوز لنا الاستعانة بمثل هذه الاختراعات بشرط وضع الحدود لها بحيث لاتكون هي المسيطر الوحيد علينا وعلى افعالنا وردود أفعالنا لأن الأساس يبقى دائما وابدا((الإنسان)) بخلقه الرباني وتميز خصائص كل فرد منهم.

هل لديك سؤال آخر يتعلق بهذا الموضوع ؟

#فرصة #التصميمات #فرقا #مكانة #تماما

12 Yorumlar