مستقبل التعاون العلمي والإسلامي في مكافحة الأوبئة في ظل جائحة كورونا المستمرة وأخطار الأمراض الانتقالية الأخرى التي قد تظهر في أي وقت، يصبح من الواضح ضرورة زيادة الجهود الدولية والعربية المشتركة لمواجهة هذه التحديات الصحية الخطيرة.

وعلى هذا الأساس، يمكننا تسليط الضوء على ثلاثة جوانب مهمة:

أولا: دور العلماء المسلمين في البحوث العلمية المتعلقة بالأمراض المعدية:

إن علماء البلدان الإسلامية، وخاصة دول الخليج العربي، لديهم الكثير ليقدموه في مجال علم الأحياء الدقيقة وطب المناطق الحارة.

فمنذ البداية، كانت الدراسات الرائدة حول حيوان الخفافيش المصدر الرئيسي للفيروسات الجديدة تجرى بشكل مشترك بين الصين وماليزيا وإندونيسيا والسودان وغيرها من الدول ذات التاريخ الطويل في التعامل مع الحياة البرية.

وهنا يكمن الفرصة الذهبية أمام المؤسسات العربية لبناء فرق بحث وتعاون متعدد الجنسيات لرصد ومراقبة النشاط الفيروسي لدى أنواع مختلفة من الحيوانات (خاصة الخفافيش) واستنباط لقاحات فعّالة ضد مسببات المرض المستقبلية.

كما أنها ستكون خطوة هامة لتقليل الاعتماد الكبير الحالي على الشركات الغربية المنتجة للقاحات.

ثانيا: دعم الشباب العرب طموحين للتصميم والتكنولوجيا:

كما ذُكر سابقا، توفر منصات تعليمية مجانية كموقع KhmrUX دورات واسعة النطاق وبرامج تدريبة ممتازة لمهارات تصميم UI/UX باستخدام برمجيات Adobe XD وغيرها.

وينبغي علي الحكومة والقطاعات الخاصة دعم وتشجيع طلاب الجامعات والخريجين حديثا الراغبين بتعلم وتطبيق تلك التقنيات الحديثة.

وهذا بلا شك سيوفر جيلا شابا مبدعاً ومدربا جيداً والذي سيحدث ثورة رقمية محلية تساعد بالاقتصاد الوطني وتقوية مكانتنا بقائمة الاقتصاد العالمي.

ثالثا: قوة التحالفات الذكية بين الشرق والغربي:

في حين حققت إدارة الرئيس بايدن بعض النجاح بحفظ استراتيجية التعامل الواقعية مع شركائها التقليديين بمنطقة الشرق الأوسط، لكن لا تزال هنالك حاجة ملحة لمعرفة المزيد ومن ثم وضع أسس صلبة لعلاقات طويلة الآمد مبنية علي المنطق والاحترام المتبادل بدلاً من المصالح آنية قصيرة النظر.

ويمكن لهذا النموذج أن يكون مثال يحتذي به جميع المتحاربين القدامى حول العالم ممن يرغبون بإيجاد حلول وسطية لصراعات مزمنة تهدد سلام المنطقة برمتها.

إن الانفتاح للحوار والثقة العميق بين الطرفين سوف يجذب إليهما باقي اللاعبين المؤثرين وسيصبح عامل مؤثر جدا لتحريك المياه الراكدة منذ سنوات طويلة.

إن العالم اليوم أكثر ارتباطا وترابطا اقتصاديا وسياسيا وصحيّاً.

.

.

ولذلك علينا جميعا العمل سوياً بشفافية وحسن نية لتقديم أفضل خدماتنا للبشرية جمعاء بغض النظر عن مواقع جغرافياتها وانتماءاتها العقائدية والفلسفية.

فهذه هي الرسائل الأساسية لما جاء بها ديننا الحنيف وسنة نبيه محمد ﷺ : التسامح والمعاشرة بالحسنى ونصرة الحق مهما اختلفت توجهات الناس ودياناتهم.

#رئيسيا #وليام #الوقت #أدلة

1 Kommentarer