هل تستطيع التكنولوجيا حقاً إنقاذ التعليم من نفسه؟

مع ازدهار "البورنوس"، يبدو العالم وكأنّه ينحدر نحو هاوية جهنمية حيث تختفي كل القيم الإنسانيّة أمام مطارق العصر الرقميّ.

لقد حذّرنا المفكِّر الشهير مارشال ماكلوهان منذ سنواتٍ عديدة من مخاطر جعل وسائل الإعلام هي الرسالة نفسها.

واليوم، لا يُعَدُّ التعليم سوى أحد ضحايا تلك النبوءة السوداوية.

لقد وعدتنا التكنولوجبا بأن تُحرِر عقول شباب الأرض لتجاوز حدود الزمان والمكان.

ولكن بدلاً من ذلك، غرقت مدرجات الجامعات وخنادق الصفوف الدراسيّة تحت وطأة الشاشات الصغيرة وأجهزة اللاب توب الزرقاء.

لم يعد الطالب اليوم يفكر بنفسه ولا يسعى للمعرفة بذاته بل بات نسخة رقميّة باردة تنتظر الحلول الجاهزة خلف زر واحد.

ومع ظهور جيل ألفا (Generation Alpha)، والذي نشأ وسط طفرة تفاقم المشكلة الأصيلة؛ فقد أصبحوا يعيشون حياة افتراضيّة أكثر منها واقعيّة، ويجهلون مبادئ التواصل الاجتماعي ويتجاهلون أهمية العلاقات الشخصيّة.

ثم هناك مسألة الذكاء الصناعي.

.

.

هل سينجو الإنسان حين يصبح التعليم منتج صناعي يحمل بصمة مؤسسات الرعاية الصحية الكبرى وكبار رجال الأعمال؟

تخيلوا معي مستقبل التعليم وهو عبارة عن خوارزميات تتلاعب بمشاعر الأطفال ونفسيتهم لتحقيق مكاسب مالية طائلة للمستثمرين.

عندها لن يكون هنالك أي مجال للإبداع الحر ولن يتمكن الطلبة من اكتشاف شغفاتهم الخاصة وهم يشاهدون دروس فيديو مملة معدَّة خصيصًا حسب اهتمامات السوق المالية.

وسيصبح مفهوم التعلم مدى الحياة شيئا من الماضي لأن قدرتك على المنافسة سوف تقيس بعدد الدورات التدريبيّة المختصرة التي أكملتها عبر الإنترنت والتي ستجعلك أوتوماتيكياً ركيزة أساسية ضمن قطاعات العمل المختلفة.

وفي النهاية، ربما يجب ألّا نتوقع الكثير من منظومة تعليمية قائمة أصلاً على أسس خاطئة منذ بدايتها الأولى.

فالانضباط المدرسي والتقييم المبني فقط على الامتحانات والحفظ عن ظهر قلب ليست سوى أدوات قمعية تعمل ضد روح الطفل الطبيعية وفضوله المتوقد تجاه العلم والمعرفة.

لذا فلنفكر ملياً قبل الولوج بعمق أكثر داخل متاهات عالم التكنولوجيا الحديث.

فربما نحتاج لإعادة تعريف معنى كلمة "معلم" وأن نعيد اكتشاف جوهر العملية التربوية الأساسية والتي تقوم على احترام فردية كل طالب وتشجيعه باستمرار كي يكشف موهبته الفريدة الخاصة به.

#مستقبلية #بأنه #يعتقد #مختلف #بالتعليم

1 Bình luận