الثورة الرقمية لم تعد خيارًا بل واقعٌ معاش.

لقد غيرّت الحياة اليومية وطريقة التواصل والعمل وحتى العلاقات الإنسانية نفسها.

ومع ظهور جائحة كوفيد-١٩، تسارع العالم باتجاهٍ واحد وهو العصر الرقمي بكل سرعة ودون سابق إنذار.

لم يعد هناك مجال للتأخر فالعالم يتحرك بوتيرة سريعة للغاية ولابد وأن نواكب تلك السرعة كي لانكون جزء ممن يخلفونه وراء ركب الحضارة القادم.

إن تعليم وتربية النشء الحالي هو المفتاح الرئيسي لقدرتنا كمجتمع بشري على اللحاق بتطورات الذكاء الصناعي وثورتة الصناعية الرابعة والتي تشمل الإنترنت الأشياء والروبوتات وغيرها الكثير مما سوف يقوم بتحويل الحياة رأساً على عقب.

لذلك وجبت علينا جميعاً حمل رسالة نشر الوعي بأهمية اكتساب المهارات الرقمية لدى أبنائنا منذ نعومة اظافرهم فالغاية هنا ليست فقط صنع مستخدم جيد وإنما مصمم مبدع قادر علي تطوير البرامجيات وانشاء تطبيقات خاصة به تلبى احتياجات المجتمع المحلي أولاً ثم العالمي فيما بعد.

ولا بد أيضًا ان نشدد هنا بأن تولي مهمة تصميم الكود الخاص بتلك التطبيقات يجب ان يتم تحت اشراف متخصصين مؤهلين للحفاظ على سلامة المستخدم النهائي وضمان عدم تعرض بياناته الشخصية للاختراق والاستغلال السيء.

بالإضافة الي ذلك فان تأثير العمل عبر منصات افتراضية له تبعاته الواسعة النطاق بدءاً بالتغير الاجتماعي وانتهاء بتغييرات جذرية داخل الهيكل التنظيمي لأكبر شركات العالم حالياً.

إن الاقتصاد الدائري مبدأ جميل ولكنه بحاجة إلي نظرة أشمل وأكثر اتساعاً خصوصاً عندما يتعلق الامر بصناعات عالية التقنيه كتلك المتعلقة بالطاقة النووية والصواريخ العملاقه والتي تستنزف موارد الطبيعه بشكل مهول!

إن إعادة تصنيع بعض المنتجات ذات العمر التشغيلي الطويل عبر اعادة تدوير مكوناتها الإلكترونية مثلاً سيحدث فرقا كبيراً للغاية وسيفتح افاق جديدة امام الشركة المصنعة وسيكون له مردوده البيئي والاقتصادي كذلك.

اما بالنسبة للانسان فأن دوره الاساسي في المستقبل سيكون رقيب اخلاقي عليا لكل ماتقوم به هذه التقنيات الحديثه فهو الضامن لاستمرارية القيم الانسانية وسط عالم اصبح سريع الخطوات وغير متسامح نسبياً.

وفي الأخير فلنتذكر دائما مقولة الامام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه «اعمل لدُنياك كأنَّكَ تعيشُ أبداً» ولكن دعنا نضيف شيئا إليها كي تناسب عصرنا الحالي وأن نعمل أيضا لعالم الغد وكأنَّهُ قادمٌ لا محاله!

#التغييرات #المدروسين

1 Kommentarer