الحكمة بين الطموح الثوري والمرونة التكتيكية: طريقنا نحو مستقبل أفضل في ضوء نقاشينا السابقين حول حاجتنا الملحة للإصلاح التربوي الشامل (ثورة التعليم) وتوازُنُنا الدقيق بين خطط حياتِنا الواضحة ومقدرتنا على التعامل مع الأمور غير المتوقعة، يمكننا رسم خريطة طريق أكثر دقة لاستكمال رحلتنا نحو الأفضل.

من جهة، فإن طموحنا الثوري -رغم أنه يغذيه حماس جميل للقضاء على القصور الحالي- يحتاج إلى مزيد من التفكير العملي.

إن الإصلاحات الجذرية تستحق النظر حقًا، لكن تنفيذها بحذر وأخذ الآثار الجانبية بعين الاعتبار سيضمن فعاليته وطول عمر نجاحاته.

نحن نحتاج إلى اندماج ضمَّان بين الرؤية الثورية والتطبيق الذكي حتى تساهم هذه الضربة الكاسحة بالفعل بتغيير جذري وليس فقط عبارة جوفاء.

ومن الجانب الآخر، يأتي دور المرونة باعتباره الوسيلة الأساسية لمساعدتنا أثناء الزلازل التي ستحدث بالضرورة خلال عملية التحوّل تلك.

المرونة ليست افتقارا للاتجاه ولا هروبا منه بل هي القدرة على ضبط مسار سفينة حياتنا وفق الأعاصير العابرة المؤقتة.

إذْ ليس هناك سبيل للسير للأمام إلا بوضع حد أدني للمراقبة الذاتية لمعرفة ما إذا كان وضعنا مقبولاً أم يوجد مجال للتحسين.

العمل الناجع يكمن حينئذٍ في خلق تناغم بين هاتين القوتين؛ قوة الرؤية الثورية وقوة التأقلم والاستعداد لأي مفاجأة.

بهذه الطريقة سنتمكن من اجتياز العقبات دون خسائر كبيرة وبناء مجتمع أكثر صمودا أمام الرياح التجارية للحياة اليومية.

دعونا نصعد سوياً فوق الموجتين وننتشل من عمقهما غلالهما الثمينة فنجعل منها جسرا يقود بنا لمستقبل أفضل لنا ولأجيال قادمة!

14

12 Kommentarer