الإنسان يطمح دوماً للمزيد، يسعى لاكتشاف السماء واستكشاف الكواكب الأخرى بحثاً عن حياة جديدة وآفاق واسعة.

ومع تقدّم العلوم والتكنولوجيا أصبح حلم الرحلات الفضائية والاستيطان في عوالم أخرى أقرب مما كان يتصورُه أسلافنا.

ولكن قبل الشروع بهذه المغامرة الضخمة هناك العديد من الأسئلة الأخلاقيّة والنفسية والبيولوجيّة الواجب طرحها والتي تتطلب منا جميعاً التفكير مليّا بشأنها إن كنا حقا نريد تحقيق هذا الحلم الكبير.

فسوف نخوض تحديات غير معروفة بعد ولم نواجه مثلها قط، وقد يؤدّي بنا شعور الوحدة والانقطاع عن العالم الأرضي لإعادة تقييم مفهوم ذاتيتنا وهوياتنا المجتمعيّة والثقافية وغيرها الكثير.

.

.

فهل سنظل بشراً كما نعرفه اليوم؟

أم سيطرأ تغييرٌ عميق يجعلنا نوع مختلف؟

وكيف سنتعامَل حينذاك مع المخاطر غير المتوقع حدوثها والتي ربَّما تهدِّد بقائنا أصلاً؟

!

فمفهوم الذات البشريّة مرتبط ارتباط وثيق بمحيطه البيئي الاجتماعي والجغرافي وحتى الثقافي، وبالتالي أي تغيّرات جذرية لهذا المحيط سوف تؤثر بلا شك على طريقة حياتنا الأساسية وعلى مفاهيم كثيرة اعتدناها حتى الآن!

لذلك فالخطوة التالية نحو الفضاء ليست فقط رحله علميه و استكشفيه وانسانيه خالصه ,بل هي أيضاً اسلوب تعامل جديد وتقاليد وعادات مختلفة ستولد نتيجة التعرض لهذه التجارب الجديدة والصعبة .

وهذا بدوره يعني ضرورة العمل الجماعي العالمي لوضع قواعد وقوانين منظمه لهذه المشاريع الضخمة بحيث يتم التعامل بحذر شديد حفاظاً علي سلامتنا وصحة النوع الانساني برمته .

#الماضي

1 التعليقات