من الفساد إلى النهضة: رحلة نحو الحوكمة الرشيدة

في عصر التحولات الكبرى، حيث تقاطع التحديات السياسية والاقتصادية مع طموحات الشعوب، برزت أهمية مكافحة الفساد كأسلوب حياة لتحقيق التنمية المستدامة.

ففي لبنان، يبدو أن خطوة رئيسية نحو إعادة البناء تتمثل في تعيينات مجلس الإنماء والإعمار، والتي تعد شرطا أساسيا لدعم البنك الدولي بقدرة 250 مليون دولار.

لكن هل ستتمكن الحكومة اللبنانية حقا من تجاوز العقبات الداخلية والخارجية؟

وهل سيكون هذا المجلس نموذجا يحتذى به في النزاهة وشفافية العمل؟

وعلى الجانب الآخر، يؤكد الحكم القضائي الصارم ضد مسؤول مغربي متورط في الاختلاس رسالة مهمة مفادها وجود نية صادقة لمحاربة الفساد في المملكة المغربية.

إلا أنه تبقى أسئلة كثيرة بشأن تأثير مثل هذه القرارات على المستوى الوطني وفي النفوس البشرية.

إن مكافحة الفساد ليست مجرد واجب قانوني، وإنما هي ضرورة أخلاقية وحاجة ماسة لبناء المجتمعات القائمة على العدل والثقة.

فهو عقبة مزعجة أمام التقدم والعدالة الاجتماعية، ويعتبر سببا مباشرا للتفاوت الاقتصادي وعدم المساواة بين المواطنين.

لذلك فإن نهوض أي دولة يتطلب أكثر من قوانين صارمة؛ إنه يستوجب غرس القيم الأخلاقية لدى الجميع بدءا بالأطفال وحتى المسؤولين المنتخبين.

فلنرسم معا صورة مستقبل خالٍ من الفساد، حيث يتمتع الجميع بحياة كريمة وفرص متوازنة بفضل نظام حكم رشيد ومنصف.

إنها دعوة لكل فرد ليصبح جزءا من الحل وليس المشكلة.

1 التعليقات