"إعادة تعريف الثوابت القائمة على المرونة: دور الشريعة الإسلامية في عصر الذكاء الاصطناعي".

في ظل تطورات العصر الرقمي المتلاحقة، تواجه المجتمعات تحديات غير مسبوقة تستدعي إعادة النظر في المفاهيم التقليدية والقواعد الراسخة.

إن مفهوم "الثوابت"، سواءً كانت دينية أم أخلاقية، لم يعد ثابتًا كما اعتقد سابقًا؛ فهو الآن عرضة للتغيير وفقًا لمتطلبات الوقت وظهور أدوات وتقنيات حديثة كذكاء اصطناعى الذي يعيد تشكيل طريقة تفاعل البشر والمؤسسات.

إن المرونة التي تتميز بها التشريعات الإسلامية تسمح بتكييف الأحكام الشرعية لتتناسب ومعطيات كل زمان ومكان، وهو الأمر الضروري للحفاظ علي جوهر الدين وقيمه الأصيلة أثناء مواكبته لأحدث التحولات التكنولوجية والعلمية.

لكن هذه المرونة ليست بلا ضوابط، فالانتصار لحرية تغيير وتعديل النصوص الدينية قد يقود نحو تعطيل النظام الأخلاقي والديني المراد منه الحماية والحفظ لهذا المجتمع البشري بكافة متغيراته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها الكثير!

لذلك فإن حاجتنا ملحة لإيجاد صيغ وسط تجمع ما بين ثوابت العقيدة الإسلامية وبين واقع ديناميكي متحرك باستمرار بفعل عوامل متعددة داخل وخارج نطاق سيطرتكم وسيطرة أي طرف آخر مهتم بهذا الموضوع الحيوي والذي يتعلق بجوهر وجود الإنسان نفسه.

ومن ثم تصبح خطوتان رئيسيتان ضرورية لتحقيق ذلك الهدف النبيل: الأولى تتمثل بإعمال عقل المؤمن وفكره العميق للنظر لمنظومة القيم الثابتة لدى المسلمين وذلك عبر فهم روح النص القرآنى والسنة النبوية المطهرة بعيدا عن حرفيته الزائدة والتي غالبا ماتسبب مشاكل جمة حيث يتمسك بقشرتها الخارجية فقط تاركا لباب الاستنباط مفتوحا أما الثانية فتتعلق بالتسلح بالعلم والمعرفة المتعمقة بشؤون الدنيا ومتغيراتها الجديدة كالذكاء الصناعي وما له تأثير كبيرعلى حياة الناس عامة وعلى حياتهم المهنية خاصة.

بهذه الطريقة وحدها سنضمن عدم فقدان هويتنا وانتماءاتنا القومية والدينية عند اندماجنا بسلسلة تقدم الحضارة الانسانية المزدهرة دائما والتي لانملك إلا خيار الانضمام إليها والاستعانة بما فيها لرفعه شأن امتنه الغراء.

1 Comentários