هل تذكر عندما كانت المجتمعات ابنة الطبيعة؟

عندما كان التلوث مجرد مفهوم غريب وبعيد عن واقع الحياة اليومية، وكان الهواء منعشا دائماً، والمياه صافية مثل الزجاج؟

لقد أصبح هذا الحنين الماضي حقيقة واقعة الآن، وليس هناك شك في أنه نتيجة مباشرة لتجاهل البشرية لعواقب كارثية ناجمة عن الاستخدام غير المسؤول للطاقة غير المتجددة.

إنه الوقت المثالي لتغيير مسار سفينة الأرض قبل أن تغرق!

إن اعتمادنا الكامل تقريباً على الوقود الاحفوري جعل منا مدمنين عليه وعلى عاداته الضررّة التي لا مفر منها إلا بتغييرات جذرية وجذرية.

فالحلول المؤقتة لم تعد ذات جدوى ولا تكفي لمنع العاصفة المرتقبة؛ لذلك يجب علينا تبني الطاقات الخضراء والمتجددة بشكل كامل وشامل لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر صحة واستقرارا بيئياً.

هذه الدعوات الملحة للنظر فيما هو أبعد من الاحتياجات المباشرة والفورية هي أيضا بمثابة انعكاس لما يحدث خلف الكواليس الديبلوماسية والاقتصادية الدولية.

فالنزاعات التجارية الجارية ليست سوى أحد جوانب حرب عالمية جديدة تستهدف سيادة كل دولة وموارد شعوبها وحقوق أبسطها واحداً وهو التنفس الحر والنظيف هواء خالٍ من السموم.

وعلى الرغم من انشغال الكثيرين بالأحداث الرياضية وغيرها مما يلهينا ويشتت تفكيرنا عمّا هو أهم وأنبل، فإن أولويات العالم تتعداه بكثير.

فعلى سبيل المثال، بينما يحتفل عشاق الكرة المغربية بمباراة رجاء ووداد، يتعرض فريقا كرة أرضيتنا "الأوروبيون" و"أمريكيون" لضربة موجعة أخرى تهدد سلامتهما واستقرارهما الاقتصادي والإنساني كذلك.

وهنا يأتي دور الشعور بالمسؤولية الجماعية وانتماء الجميع للأرض الأم الواحدة بغض النظر عن لون علم رفعه فوق رؤوسهم.

ختاماً، مهما كانت ساحات اللعب المختلفة سواء تلك الموجودة داخل الحدود الوطنية لكل بلد أو خارجه، تبقى الرسالة واحدة مفادها ضرورة العمل معا كوحدة متكاملة لحماية منزلنا الوحيد ضد أي عدوان خارجي كان أم داخليا سببه اختيارات خاطئة لأسباب آنية فقط !

#للعواقب #طاقة #مهم #بالنسبة #التعامل

1 التعليقات