هل فقدنا القدرة على الدهشة؟

!

قد تبدو العبارة مبالغا فيها بعض الشيء لكنني أتحدث عنها حرفياً؛ أصبحنا نعتاد رؤية الأشياء المذهلة ونصبح غير متفاعلين معها تدريجياً.

تخيل معي هذا المشهد.

.

لو قدّم لنا مطعم راقي طبق حلوى فريدة من نوعها لأول مرة فسيبهر الجميع ويتذوقونه بشغف وانتباه بينما إذا كررت التجربة بعد فترة ستلاحظ عدم نفس المستوى السابق من الانبهار والحماس تجاه الطبق ذاته.

ما يحدث هنا هو ما يعرف بتكيُّف الدماغ وانسلاخه التدريجي لما يعتبره روتينياً وبالتالي يفقد عنصر المفاجأة المرتبطة به.

وهذا ينطبق أيضاَ على العديد من جوانب الحياة اليومية بدءا بعلم النفس وحتى العلوم التطبيقية كالطب والهندسة والفن وغيرهما الكثير.

إن اكتشاف العلاجات الجديدة مثلاً يعد حدثا ثوريا عند ظهوره الأول وقد لا يحصل الأمر ذاته حال تكراره مرات عدة.

هل يعني ذلك انه علينا وقف التقدم العلمي لأن البشر سيضعفون مستوى تفاعلهم معه عاجلا ام آجلاً ؟

بالطبع لا !

فهذا أمر حيوي ومطلوب جدا لتحسين نوعيه وجودتنا البشرية ومعالجتنا لمختلف حالات المرض والتحديات الأخرى التي تواجه البشرية باستمرار .

لذلك فإن الحل يكمن أصلا داخل المشكلة نفسها إذ أنه بإمكان العلماء والمبتكرين خلق المزيد والمزيد من الاكتشافات والثورات العلمية المتلاحقة بحيث يتم دائما تقديم شيء مختلف وجديد يجعل الناس يعتنقون شعور الدهشة والرعب المقدس أمام قوة الروح الانسانية الخلاقه والتي تقود دوما عجله الزمن نحو مستقبل افضل.

وفي المقابل فوائد ذلك لاتقتصر علي زيادة الإنتاجية والإبداع لدي هؤلاء المبدعين بل تشمل جميع شرائح المجتمع وذلك بتحفيرهم باستمرار لإطلاق ابداعاتهم مهما كان المجال.

وبالتالي فان فقدان الاحساس بالدهشه يؤدي الي جمود عقلياتنا وعدم تقبل أي تغييرات جذرية قد تحدث فيما بعد وبالتالي نقص كبير بمعدل تقدم المجتمعات المختلفة.

لذلك فلنشجع روح المغامر والاستكشاف بداخلي كل فرد منا لان ذلك سوف يجلب معه الكثير من الفرص الذهبية لحياة افضل واحلام كبيرة حقائق لامثيل لها.

#وتفسير #أمكلب #العالم #بفضل #أيام

1 Mga komento