هل الموسيقى هي اللغة العالمية الوحيدة المتبقية وسط هذا البحر المتلاطم من الاستهلاكية الرقمية والهوية المذابة؟

بينما يتلاشى مفهوم "الشعب" تحت ضغوط العولمة، ربما تبقى بعض مظاهر الثقافة الإنسانية قائمة؛ كالموسيقى التي تخاطب المشاعر قبل الكلمات، وتنقل التجارب الشخصية عبر الحدود الجغرافية والفوارق اللغوية.

في عالم حيث يبدو أن القيم المحلية تذوب شيئًا فشيء، قد تصبح الموسيقى بمثابة جسر بين الماضي والمستقبل، حافظًا للتراث وهامسا بألحان مستقبلية.

فهي ليست مجرد فن بل رسالة تحمل تاريخ شعب وحلم فرد.

عندما يعجز الكلام عن الوصف، تتحدث النوتات.

حين تغرق الهوية في بحر المعلومات الزائف، تنطلق أصواتنا لتذكرنا بمن نحن ومن نريد أن نصبح.

فلننظر للموسيقى باعتبارها آخر ملاذ للهوية البشرية المتنوعة.

.

.

ماذا لو كانت الأصوات هي المفتاح لإعادة اكتشاف الذات وفهم الآخرين خارج حدود القارات والأسواق الافتراضية؟

ما الذي يحدث لموسيقانا اليوم وماذا ستخبر أولادنا غداً عن هؤلاء الذين سبقتهم بسنوات طويلة مضت؟

إنها دعوة للتفكير فيما إذا كان بإمكان الموسيقى أن تحافظ على نقائها وأن تكشف جوهر الشعوب الحقيقي بعيدا عن سطوة الصناعات الراسمالية التي تشوه الصورة، وتعطي مساحة أكبر للأفراد للتعبير عن ذاتتهم الفريدة ضمن بوتقة واحدة تجمع العالم كله.

1 Mga komento