قد تبدو قصة الإسراء والمعراج وقصة النبي موسى ﷺ منفصلتين ظاهريًا، لكنهما متشابهتان جوهريًا؛ إذ أنهما تؤكدان على قوة الإيمان وتجاوز العقبات بواسطة القوى المطلقة.

فعندما يسافر النبي محمد ﷺ عبر الكون ويقابل بعضًا من أنبيائه السابقيين خلال رحلة الإسراء والمعراج، يبين هذا الحدث عظمة القدرة الكونية التي لا حدود لها والتي تسيطرعلى المكان والزمان.

وبالمثل، عندما يقاوم النبي موسى عليه السلام الطاغية فرعون بقوة الله ويتحدى قوانين الطبيعة بانشقاق البحار وإنزال المن والسلوى، فهو يعرض مدى ثقتنا بوجود قوة عليا تعمل خلف حجاب الوعي البشري المباشر.

كلا الحوادث يشيران إلى وجود نظام عالمي خالد يقوم على مبدأ الثواب والعقاب والذي يعمل خارج نطاق فهمنا الحالي للعالم.

وهذا يجعل المرء يتساءل بشأن طبيعة الواقع وما إذا كانت الأحداث التاريخية والدينية مشبعة بمعاني رمزية تكشف عن سر أخلاقي عميق بدلاً من كونها سجلات حرفية للأحداث الماضية فحسب.

هل تعد دراسة هذه الروايات بمثابة بحث لاستيعاب قوانين الكون وطريقة عملها أم أنها طريقة لفهم الذات الإنسانية نفسها؟

إن عملية اكتشاف ذلك قد تغير نظرتنا لكل شيء بدءًا من ديننا وحتى مكانتنا في النظام الكبير للأمور.

إضافة لذلك، يعد مفهوم الحرية والاستقلالية موضوع مشترك آخر يتخلل جميع المواضيع المطروحة هنا.

سواء تعلق الأمر بالسيدة "فتاة القيروان" وهي تناضل ضد الأعراف الاجتماعية المتشددة، أو أبو رغال وهو يدعو لتحرير الرجال العرب من قبضة الهوية الجماعية الضيقة، أو حتى حورية البحر رمزا لرغبتنا الجامحة في التجول بلا قيود جغرافية — الجميع ينطق بنفس اللغة: حرية التفكير والفردية.

ومع تقدمنا في القرن الواحد والعشرين، نواجه جملة جديدة من التحديات المتعلقة بفكرة ما هو مسموح وممنوع.

وعلى الرغم من اختلاف خلفيات أولئك الأشخاص، إلا أنهم جميعا يرغبون في تحديد مصائرهم الخاصة وفق أحكامهم الذاتية وفلسفاتهم الفريدة.

وبالتالي، يصبح السؤال التالي منطقيًا للغاية: كم سنفرط قبل الاعتراف بأن أفضل طريق للمضي قدمًا هو احتضان اختلافاتنا وتشجيع أصوات متنوعة لمواصلة سرد رحلاتهم بعيدا عن رقابة أي جهة كانت؟

إن مستقبلنا الجماعي مرهون بقدرتنا على خلق بيئة آمنة داعمة للفنانين والمبدعين والمثقفين كي يستمروا بنحت أعمال ملحمية ستظل خالدة للأجيال المستقبلية.

#جميلة #تلهماننا #المتزايد #التالية #الآخر

1 Yorumlar