هل نُعمق الأزمات أم نبني مستقبلًا مستدامًا؟

في حين يتزايد القلق العالمي بشأن تغير المناخ واستنزاف الموارد الطبيعية، تبقى مسألة العلاقة بين التطور التكنولوجي والاستدامة محل جدل واسع.

فعلى الرغم من كون الذكاء الاصطناعي أحد أكثر المجالات الواعدة والتي قد تُساهم في إيجاد حلول مبتكرة لكثيرٍ من التحديات التي تواجه البشرية بما فيها تلك المتعلقة بالبيئة، إلا أنه يبدو أيضًا وكأنّه سلاح ذو حدين قادرٌ بقدرتهِ الهائلة على زيادة معدلات الإنتاج والاستهلاك مما يؤدي بدوره لإلحاق الضرر بموارد الكوكب الثمينة وتعزيز اعتماد الإنسان عليها بمعدّل أكبر وأسرع بكثير مما يستطيع الأرض تحمله.

وبالتالي فإن استخدام مثل هذا النوع من التقنيات بحاجة ماسّة لموازنة دقيقة ومدروسة تضمن تحقيق فوائدها دون التسبب بعواقب وخيمة.

وهنا تأتي ضرورة تغيير نموذج حياتنا الحالي الذي يقوم أساسيًا على مبدأ المكسب السريع وعلى حساب الآخرين والمستقبل ليتحول نحو خيارات أكثر انسجامًا وصداقة للبيءة وللكائنات الأخرى المشاركة لهذا العالم معنا بحيث نمكن بذلك أبنائنا ومن بعدهم من العيش بسلام ضمن حدود البيئة المتجددة والكافية لهم جميعًا.

ومن ثم فالهدف الرئيسي لا ينبغي له التركيز فحسب حول تطوير آليات صناعية حديثة تعمل بطاقة أقل وانبعاث غازات محدودة النسبة وإنما قبل كل شيئ العمل على رفع مستوى الوعي لدى الجمهور العام تجاه أهمية التحولات الجذرية اللازمة للحفاظ على موارد الطبيعة وحماية النظام البيئي الفريد والحساس والذي أصبح هشًا للغاية بسبب النشاط البشري المكثف مؤخرًا.

كما يجوز تشبيه العملية برمتها بعملية التربية المنزلية لأطفال المستقبل الذين سيرثون الأرض قريبًا ويتخذون القرارت المؤثرة فيها؛ إذ هؤلاء الأطفال سيحتاجون لتربية واعية تبنى عليها القيم الأساسية لحياة صحية ومتوازنة تحفظ لهم حقهم بالحصول على أرض سليمه وقابلة للسكن الكريم.

وهذا يعني ضرورة البدء فورًا باتخاذ إجراءات عملية جذرية ولحظوية هدفها الوحيدة ضمان عدم وصول الوضع لعتبة الخطر النهائي وعدم القدرة حينذاك على التعافي منه نهائيًا.

لذلك فعند وضع اعتبارات عديدة نصب أعيننا أثناء عمليت صنع القرار الخاصة باستعمال أي نوع من أنواع العلم والمعرفة الجديدة سواء كانت تخص مجال الطب أو الزراعة وغيرها الكثير مهم جدا اعتبار عامل التأثير طويل المدى لكل قرار يتم اتخاذه حاليا وذلك كي يبقى تأثير تلك الاختراعات ايجابيا وليسا كارثيا.

وفي النهاية لنكن واقعيين بعض الشيئ ودعونا نفترض حسن الظن بالإنسان نفسه وانه قادر بالفعل على تخطي العقبات الحالية وذلك عبر خطوات مدروسة وسلوكا جماعيا واعيا لما فيه صالح الجميع ورغم صعوبة الطريق إلّا انه ممكن!

1 Kommentarer