هل التعليم الشخصي هو مفتاح المستقبل؟

في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة المتنامي، تتغير طريقة تلقينا للمعلومات وتكوين خبراتنا التعليمية.

بينما يقدم الذكاء الاصطناعي فرصًا كبيرة لتخصيص رحلة التعلم لكل فرد، هناك خوف مشروع من تأثيراته المحتملة على العلاقات الاجتماعية والتطور العاطفي لدى المتعلمين.

لذلك، قد يكون النهج الأكثر حكمة هو الجمع بين أفضل ما تقدمه التكنولوجيا وبين أهمية التفاعل البشري الحيوي لحياة متعلم كامل النمو عقليا وعاطفيّا.

لماذا يعد التعليم الشخصي حاسماً الآن؟

أولاً: فهم الاحتياجات الفريدة للفرد.

لا يتعلم جميع الطلبة بنفس السرعة أو بأسلوب واحد؛ فالبعض يستوعب بصريًا والآخر بالسمع والحركة وغيرها الكثير من الطرق المختلفة الأخرى.

ومن خلال استخدام خوارزميات ذكية تستطيع تقييم مستوى الطالب الحالي وفروقه الفردية بدقة عالية، ثم وضع خطة دراسية تناسب احتياجات كل طالب وطالبه الخاصة، أصبح بالإمكان تحقيق نتائج أفضل وأكثر عمقا مقارنة بالنظام الواحد الذي يناسب الكل والذي كانت تعتمد عليه معظم المؤسسات سابقًا.

وهذا أمر مهم جدا لأنه يعني عدم ترك أي شخص خلف الركب بسبب اختلاف سرعات التعلم لديهم وحصول القطاعات الهامشية سابقا علي نفس الاهتمام والرعاية كغيرها لأول مرة عبر التاريخ الحديث.

ثانيًا: بناء الثقة بالنفس والاستقلالية.

عندما يتم منح الطلاب القدرة على التحكم بمحتوى ما يتلقونه وكيف يتلقونه ومتى يحدث ذلك ضمن حدود آليات وضوابط واضحة ومعقولة، يشعرون بشعور أكبر بالإنجاز والثقة بقدرتهم وقيمة مساهمتهم داخل الفصل وخارج نطاق الدراسة أيضًا.

وما ينتج عنه هو شعور أقوى بالإبداع الداخلي والإيمان بذاته وبقدرته على تغيير العالم نحو الأحسن!

إن شعورا كهذا سينتج عنه بالتالي طلاب شغوفون وأكثر انخراطا وجدارة بقيادة جيل الغد بكل تحدياته المستقبلية الواعدة والتي ستكون بلا شك مليئة بالمزيد من المفاجآت الغير متوقعه نتيجة لما نشاهده اليوم من تقدم هائل وسريع للغاية في مجال العلوم والتكنولوجيا وغيرهما العديد من المجالات الأخري الحيوية الأخرى.

ثالثًا: التواصل مع المجتمع العالمي.

مع ازدياد انتشار الإنترنت عالميًا، بات الوصول إلي موارد معرفيه متنوعة سهلا جدًا بحيث اصبح بامكان اي شخص تقريبا الحصول عليها بغض النظر عن موقع جغرافي معين طالما هنالك اتصال مناسب.

وبالتالي، يمكن اعتبار مفهوم "الفصل الدراسي" شيئٌ ينتمي لعصر مضى حيث انه لم يعد مرتبطا ارتباط وثيقا بالموقع المكاني كما حدث قديما حين اقتصر وجود المدرسة علي مكان محدّد جغرافيًا.

فأنت قادر الان مثلا علي الالتحاق بجامعه مرموقه خارج بلد اقامتك وانت جالس بمنزلك وذلك باستخدام الانترنت فقط !

وهذه المرونة الجديدة تضيف بعد آخر لاستقلاليتي الشخص ومسامحي الأوسع للاختيار الحر واتخاذ القرارت المصيرية بشأن مستقبله المهنى والشخصي العام كذلك.

الخلاصة :

بالرغم مما سبق عرضه حول فوائد التعليم الشخصي إلا انه يجب ألّا نتجاهَل جانبَاه

#وفعالية #يتواصل

1 Kommentarer